للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو يناقض الأصول، فاعلم أنه موضوع" (١).

٣ - يناقضه أيضًا ما روي عنه أنه قال: "اللهم إنك واحد في السماء، وأنا في الأرض واحد أعبدك" (٢) وهذا تعرض للسؤال وإخبار عن حاله، وهو أبلغ السؤال كما تقدم.

٤ - ثم كيف يقول الخليل : "حسبي من سؤالي علمه بحالي، والله بكل شيء عليم وقد أمر العباد بأن يعبدوه ويتوكلوا عليه ويسألوه لأنه سبحانه جعل هذه الأمور أسبابًا لما يرتبه عليها من إثابة العابدين وإجابة السائلين وهو سبحانه يعلم الأشياء على ما هي عليه، فعلمه بأن هذا محتاج أو هذا مذنب لا ينافي أن يأمر هذا بالتوبة والاستغفار، ويأمر هذا بالدعاء وغيره من الأسباب التي تقضي بها حاجته، كما يأمر هذا بالعبادة والطاعة التي بها ينال كرامته" (٣).

[مناقشة الشبهة الثالثة: وهي قولهم أن فيه سوء الأدب واتهام الله تعالى بعدم إعطائه لعبده ما يستحق وإن ترك الدعاء من مقام الخواص]

الجواب: إنه يلزم على هذا القول أن الأنبياء أساؤوا الأدب مع الله تعالى وأنهم اتهموه وقد طلبوا من الله تعالى حوائج الدنيا والآخرة وقد حكى الله لنا ابتهالاتهم ومناجاتهم التي استغاثوا فيها بالله تعالى وطلبوا حوائج الدنيا والآخرة.


(١) تدريب الراوي: ١/ ٢٧٧، وفتح المغيث: ١/ ٢٦٩.
(٢) أخرجه عثمان الدارمي في النقض على المريسي ص: ٩٥، وأبو نعيم في الحلية: ١/ ١٩، ومن طريقه ابن قدامة في العلو: رقم ٤٢، ونسبه ابن كثير في التفسير: ٣/ ١٨٤، وابن القيم في تهذيب السنن: ٧/ ١١٣ إلى مسند الحسن بن سفيان والهيثمي في الزوائد: ٨/ ٢٠١، إلى البزار، قال الذهبي في العلو ص ٢١: حسن الإسناد.
(٣) قاعدة في التوسل: ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>