للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أ - ناحية الإسناد:

قد ذكره البغوي في تفسيره بصيغة تشعر بالضعف حيث قال: "وروي عن أبي بن كعب" فذكره (١) بدون إسناد ولم نطلع له على إسناد لا ضعيف ولا قوي ومن هنا قال ابن تيمية :

"ليس له إسناد معروف وهو باطل" (٢).

ونقل صاحب تنزيه الشريعة عن ابن تيمية أنه قال: "موضوع" وأقره (٣)، وقال الألباني: "لا أصل له" (٤)

ب - من جهة المعنى:

١ - إن الذي ثبت في الصحيح (٥) عن ابن عباس أنه قال: "حسبي الله ونعم الوكيل" قال ابن عباس قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها محمد حين: ﴿قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ﴾ [آل عمران: ١٧٣].

وهذا لا يقتضي امتناعه عن سؤال الله تعالى كما هو ظاهر.

٢ - يناقضه ما ذكره الله تعالى عنه في كتابه من دعواته وابتهالاته ولجوئه إلى الله تعالى في الشدائد مثل ما حكى عنه من دعائه عند فراق زوجه وولده الوحيد ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ … ﴾ الآيات [إبراهيم: ٣٧ - ٤١]، ومن الأدلة على وضع الحديث مخالفته للقطعي من الكتاب والسنة أو المعقول الصريح، قال ابن الجوزي: "ما أحسن قول القائل: إذا رأيت الحديث يباين المعقول أو يخالف المنقول،


(١) معالم التنزيل: ٣/ ٢٥٠.
(٢) قاعدة في التوسل ص: ٣٥.
(٣) تنزيه الشريعة: ١/ ٢٥٠.
(٤) السلسلة الضعيفة: ١/ ٢٨ رقم ٢١.
(٥) أخرجه البخاري: ٨/ ٢٢٩ رقم ٤٥٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>