للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تعريف المجاز العقلي]

[كلمة المجاز]

هي في الأصل مَفْعل من جاز المكان يجوزه إذا تعداه إلى مكان آخر، سمي بذلك لأنهم جازوا به معناه الأصلي إلى معنى آخر (١).

وفي الاصطلاح كلمة استعملت في غير ما وضعت له لعلاقة وقرينة مانعة من إرادته (٢).

[وأما المجاز العقلي]

فهو إسناد الفعل أو معناه إلى مُلَابسٍ له -غير ما هو له بتأويل (٣) فالمراد من معنى الفعل ما يتضمن معنى الفعل من اسم الفاعل واسم المفعول والمصدر والصفة المشبهة واسم التفضيل.

وللفعل ملابسات شتى منها الفاعل والمفعول والزمان والمكان والسبب (٤) فإذا أسند الفعل إلى هذه الأمور فقد أسند إلى ما يلابسه.

وقوله بتأويل أي بنصب قرينة صارفة للإسناد عن أن يكون إلى ما هو له (٥).

وقد عرفه السكاكي بقوله: "هو الكلام المقاد به خلاف ما عند المتكلم من الحكم فيه لضرب من التأويل إفادة للخلاف لا بوساطة وضع، كقولك أنبت الربيع البقل وشفى الطبيب المريض وكسا الخليفة الكعبة" ثم قال شارحاً للتعريف: "وإنما قلت خلاف ما عند المتكلم من الحكم فيه دون أن أقول خلاف ما عند العقل لئلا يمتنع طرده بما إذا قال


(١) شرح الجوهر المكنون ص: ١٣٨، وانظر إرشاد الفحول ص: ٢١.
(٢) شرح الجوهر: ١٣٩، ومفتاح العلوم: ٣٥٩
(٣) التعريفات للجرجاني: ٢٠٣، وشرح الجوهر: ٤٤.
(٤) شرح الجوهر: ٤٤ - ٤٥.
(٥) التعريفات للجرجاني: ٢٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>