هذا ومما ينبغي أن يعلم أن قائل هذين البيتين قد ارتكب خطأً فاحشًا لأنه صرف لب التجائه واعتصامه لغير الله تعالى.
وقد أنكر العلماء هذين البيتين، وشنعوا على قائلهما وبينوا أنهما لا يليقان إلا بجناب الله تعالى حتى إن بعضهم كان يقول عن نفسه:"ربما قلت هذين البيتين في السجود، أدعو الله بما تضمناه من الذل والخضوع"(١).
[النسبة بين الدعاء واللياذ]
إن الدعاء أعم مطلقًا لأنه يعم ما كان لدفع المضار وما كان لجلب المسار، واللياذ خاص بجلب المسار على ما قاله ابن كثير أو خاص بدفع الشر على ما قاله العز بن عبد السلام ويدل عليه كلام أهل اللغة وهو الظاهر والله أعلم.
وإن اللياذ والاستعاذة مترادفان على هذا القول، وعلى الأول متباينان.
كما أن اللياذ يكون من النوع الثاني وهو الخاص بجلب المسار على ما يدل عليه بيت المتنبي، وذهب إليه ابن كثير.
[هـ - الاستغفار]
مصدر استغفر يقال: استغفر الله لذنبه ومن ذنبه بمعنى، فغفر له ذنبه غفرًا وغفرانًا ومغفرة. وأصل الغفر التغطية والستر، وكل شيء سترته فقد غفرته، ومنه قيل للذي يكون تحت بيضة الحديد على الرأس: مِغْفَر،
(١) البداية والنهاية: ١١/ ٢٧٥، حكاية عن ابن القيم عن شيخه ابن تيمية فهو الحاكي عن نفسه - رحمة الله على الجميع -. وانظر ما قاله ابن القيم في شفاء العليل ص: ٥٠٤.