للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا الحديث يدل على اتحاد معناهما ومن هنا فلا بد لي من دراسة معنى العبادة وذكر المناسبة بينها وبين الدعاء وبيان تعاقبهما في استعمال القرآن الكريم حتى يتضح معناهما ومدى اشتراكهما في المفهوم.

المعنى اللغوي للعبادة (١):

يقال عبد الله يعبده عبادة ومعبدًا ومعبدة وعبودة وعبودية خضع له


= وحميد هذا هو الرؤاسي ثقة كما في التقريب رقم ١٥٥١، وتهذيب الكمال رقم ١٥٣١/ ٧، ويحيى بن أيوب هو المقابري البغدادي ثقة، كما في التقريب رقم ٧٥١٢. فالحديث رجال إسناده كلهم ثقات ..
حديث أنس بن مالك:
أخرجه الترمذي: ٥/ ٤٥٦ رقم ٣٣٧١، والطبراني في الدعاء: ٢/ ٧٨٩ رقم ٨، والقشيري في الرسالة: ٢/ ٥٢٦.
بلفظ: "الدعاء مخ العبادة".
والحديث ضعيف لأن فيه ابن لهيعة وليس من طريق العبادلة.
وقد ضعفه الألباني "ضعيف الجامع: ٣/ ١٥٨ رقم ٣٠٠٣"، ولكنه يصلح في الشواهد.
حديث ابن عباس:
أخرجه الحاكم: ١/ ٤٩١، بلفظ: "أفضل العبادة هو الدعاء وقرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ ".
وصححه الحاكم حيث ذكر حديث النعمان بن بشير ثم قال:
ولهذا الحديث شاهد بإسناد صحيح عن عبد الله بن عباس فذكر طريقين فيهما ضعف ولكن يقوي أحدهما الآخر، وقد وافق الذهبي الحاكم وحسنه الألباني في الصحيحة: ٤/ ١٠٦ رقم ١٥٧٩.
حديث أبي هريرة:
أخرجه ابن عدي في الكامل: ٥/ ١٧٤٣ بلفظ: "أفضل العبادة الدعاء قال الله ﷿: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ … عَنْ عِبَادَتِي﴾ عن دعائي" وقد ضعفه ابن عدي بعمران القطان.
وهذه الشواهد يقوي بعضها بعضًا، وبها يتقوى حديث النعمان بن بشير مع أنه صحيح لذاته والله أعلم.
(١) انظر في هذا تهذيب اللغة: ٢/ ٢٣٤، والصحاح: ٢/ ٥٠٣، والمخصص: ١٣/ ٩٦، ولسان العرب: ٥/ ٢٧٧٨، وتاج العروس: ٨/ ٣٣١ ط الكويت، ومعاني =

<<  <  ج: ص:  >  >>