وقال الترمذي: ولا نعرفه إلا من حديث ذر: ٥/ ٤٥٦. لكن وجدت له متابعًا فقد أخرج ابن جرير في التفسير: ٢٤/ ٧٩ من طريق الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة عن يسيع الحضرمي به، والحسن بن أبي جعفر هو الجُفْرِي، قال فيه الحافظ ضعيف الحديث مع عبادته وفضله "التقريب رقم ١٢٢٢" ومثل هذا لا بأس به في المتابعة. وأما يُسَيْع فهو ابن معدان الحضرمي الكوفي ويقال فيه: أُسَيْع، فهو ثقة روى عن علي والنعمان، قال ابن المديني: معروف، وقال النسائي: ثقة أخرجوا له حديثه عن النعمان: "الدعاء هو العبادة" وذكره ابن حبان في الثقات "التهذيب: ١١/ ٣٨٠"، وقد عرف هذا الحديث عنه كما تدل عليه عبارة النسائي السابقة، وهو ثقة. الحكم على الحديث: الحديث رجال إسناده كلهم ثقات .. وقد صحح هذا الحديث جماعة من المحدثين منهم الترمذي والحاكم والذهبي والنووي وابن حجر والسخاوي والألباني. قال الترمذي: حسن صحيح "الترمذي: ٥/ ٤٥٦". وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي "المستدرك: ١/ ٤٩١". وقال النووي: روينا بالأسانيد الصحيحة ثم ذكره "الأذكار ص: ٣٤٥". وقال الحافظ ابن حجر إسناده جيد "الفتح: ١/ ٤٩". وحسنه السخاوي كما في الفتوحات الربانية "٧/ ١٩١". وصححه الألباني في صحيح الجامع: ٣/ ١٥٠ رقم ٣٤٠١. وفي صحيح ابن ماجه: ٢/ ٣٢٤ رقم ٣٠٨٦. هذا وللحديث شواهد من حديث البراء بن عازب وأنس بن مالك وعبد الله بن عباس وأبي هريرة ﵃: ١ - حديث البراء: أخرجه أبو يعلى في معجمه ص: ٢٦٢ رقم ٣٢٨، والخطيب في التاريخ: ١٢/ ٢٧٩ من طريق عياش بن محمد الجوهري، كلاهما - أعني أبا يعلى والجوهري - عن يحيى بن أيوب عن حميد بن عبد الرحمن عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء قال: قال رسول الله ﷺ: "إن الدعاء هو العبادة وقرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ ". =