للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقامه، فيحتاج إلى اعتماده عليه مع أنه غير واثق به" (١).

[النسبة بين الدعاء والاستعانة]

قد اتضح من التعريف الشرعي أن الاستعانة ودعاء المسألة، مترادفان فلهذا كثيرًا ما يعبر عن دعاء المسألة بالاستعانة، وإذا نظرنا إلى الدعاء بنوعيه: المسألة والعبادة تكون النسبة بينهما العموم والخصوص المطلق لأن الدعاء أعم مطلقًا، لكن ذكر ابن تيمية في الفرق بين التوكل والاستعانة أن التوكل "يتناول التوكل عليه ليعينه على فعل ما أمر، والتوكل عليه ليعطيه ما لا يقدر العبد عليه، فالاستعانة تكون على الأعمال، وأما التوكل فأعم من ذلك، ويكون التوكل عليه لجلب المنفعة ودفع المضرة" (٢) فعلى هذا فدعاء المسألة أعم لأنه مثل التوكل تمامًا والله أعلم.

المطلب الثاني: في القسم الثاني: وهو ما كان خاصًا بنوع معين من أنواع الدعاء:

وهو يتنوع إلى ثلاثة أنواع:

[النوع الأول من القسم الثاني]

يشتمل على الكلمات التالية: الاستعاذة، والاستغاثة والاستجارة، واللياذة، والاستغفار، والشفاعة، وهذه ست كلمات.

[أ - الاستعاذة]

يقال: عاذ فلان بربه يعوذ عوذًا وعياذًا ومعاذًا، لاذ به ولجأ إليه واعتصم، عذت بفلان واستعذت به أي لجأت إليه، وهو عياذي أي


(١) مدارج السالكين: ١/ ٧٥.
(٢) الفتاوى: ٨/ ١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>