للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسين والتاء في الاستغاثة للطلب فمعنى الاستغاثة: "طلب الغوث كالاستعانة طلب العون والاستنصار طلب النصر" (١) فمن هنا قال بعضهم في بيان معناها:

"الاستغاثة طلب الغوث (٢) وهو التخليص من الشدة والنقمة، والعون على الفكاك من الشدائد" (٣).

[النسبة بين الاستغاثة والدعاء]

فقد تحصل مما سبق أن الاستغاثة خاصة بما إذا كان المطلوب رفع الشدة الواقعة، وأما الدعاء فيشمل ما إذا كان المطلوب حصول منفعة أو دفع شدة، كما أنه يشمل طلب منع الشدة التي لم تقع ويشمل أوقات الشدة والرخاء فهو أعم، فعلى هذا "فبينهما عموم وخصوص مطلق يجتمعان في مادة، وينفرد الدعاء في مادة، فكل استغاثة دعاء وليس كل دعاء استغاثة" (٤).

وقد حكى شيخ الإسلام أنهم قالوا في الفرق بين المستغيث والداعي: "أن المستغيث ينادي بالغوث، والداعي ينادي بالمدعو" (٥) وهذا القول مبني على الأصل حيث إن معنى غَوَّثَ الرجل قال: واغوثاه ولكن هذا المعنى غير مراد الآن، قال الزبيدي (٦) بعد ذكر هذا المعنى نقلًا عن شيخه: "وقد صرح أئمة النحو بأن هذا أصله ثم


(١) الرد على البكري: ٢٤٩، والدر النضيد: ٣.
(٢) في الأصل العون، والظاهر ما أثبتناه.
(٣) تاج العروس: ١/ ٦٣٦.
(٤) الدين الخالص: ٢/ ٢٧٠.
(٥) الرد على البكري: ٢١٤.
(٦) الزبيدي هو محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني الملقب بمرتضى أبو الفيض لغوي نحوي مشارك في عدة علوم (ت ١٢٠٥ هـ)، معجم المؤلفين: ١١/ ٢٨٢، وفهرس الفهارس: ١/ ٥٢٦ رقم ٣٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>