للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النوع الثاني: التوسل بالذوات]

إن التوسل بالذوات قد انتشر في أدعية المتأخرين حتى كاد أن لا يخلو منه دعاء من أدعيتهم، كأنه شرط أساسي لقبول الدعاء، وكأن الله لا يقبل الدعاء إلا إذا توسل إليه الداعي بأنبيائه وأوليائه وأحبابه.

ثم إن بعض الناس جعلوه ذريعة لإباحة وتسويغ دعاء غير الله والاستغاثة بالأموات والغائبين، وسموا ذلك توسلاً بهتاناً وكذباً وزوراً وافتراءً.

فاقتضى هذا الحاجة إلى معالجة قضايا التوسل وبيان بعض جوانبه المهمة؛ لأن دراسة جميع مسائله وقضاياه تحتاج إلى رسالة مستقلة تلم بجميع جوانبه.

فلهذا أقتصر على بعض مسائله التي هي ضرورة لاكتمال جوانب البحث في الرسالة والله ولي التوفيق.

[المعنى اللغوي لكلمة التوسل]

التوسل (١) مصدر لتوسل يقال: توسلت إليه أي تقرّبت إليه، وتوسلت إلى الله وسيلة أي عملت عملاً أتقرب به إليه، فمعناه التقرب، ومن معناه الرغبة والطلب، يقال: وسل إذا رغب، والواسل الراغب إلى الله تعالى ومنه قول الشاعر:

أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم … بلى كل ذي دين إلى الله واسل (٢)


(١) انظر معنى هذه المادة في الكتب التالية: مجاز القرآن: ١/ ١٦٤، والصحاح: ٥/ ١٨٤١، والطبري: ٦/ ٢٢٦، والمخصص: ١٢/ ٢٢٤، والعين: ٧/ ٢٩٨، وتهذيب اللغة: ١٣/ ٦٧، ومعجم مقاييس اللغة: ٦/ ١١٠، واللسان: ٨/ ٤٨٣٧، والنهاية: ٥/ ١٨٥، وتاج العروس: ٨/ ١٥٤، والمفردات: ٥٢٣.
(٢) البيت للبيد بن ربيعة العامري، انظر ديوانه ص: ١٣٢، ومعجم مقاييس اللغة: ٦/: ١١٠، وتهذيب اللغة: ١٣/ ٦٧، والعين: ٧/ ٢٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>