للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا الشيخ الهمذاني قد استدل على علو الله تعالى بما يجده الداعي من ضرورة في اعتقاد العلو عند الدعاء حتى لا يمكن دفعها بأي وسيلة فهي أكبر برهان، فلهذا لم يستطع الجويني مع ذكائه وعلمه الرد عليها ..

[شبهة في دلالة الدعاء على العلو]

هذا ومع اتفاق العقلاء على اعتقاد العلو في جميع أحوالهم لا سيما عند الاضطرار، وجد من ينكر (١) ذلك ويكابر حسه وعقله ويورد بعض


= المنطق ص: ٣٨، ٥٢، وبيان تلبيس الجهمية: ٢/ ٤٤٦، ٤٦٦، ٤٦٨، والاستقامة: ١/ ١٦٧، والفتاوى: ٣/ ٢٢٠ - ٢٢١، ودرء تعارض العقل: ٥/ ٣٤٦، ومنهاج السنة: ٢/ ٦٤٢، وابن القيم في اجتماع الجيوش ص: ١٠٨، والذهبي فقد أخرجها بإسناده في السير: ١٨/ ٤٧٧، وفي العلو: ٢٧٧ "المختصر"، وقال الألباني: إسناد هذه القصة مسلسل بالحفاظ، مختصر العلو: ٢٧٧، هذا وهناك طريق أخرى غير التي أخرجها الذهبي وهي طريق الحافظ محمد بن طاهر المقدسي عن الهمذاني به ومن طريقه ذكرها شيخ الإسلام، وقد حاول ابن السبكي الطعن فيها ولكنه لم يستطع إلا بأن يطعن فيها بأنها إجازة وبأن من فيها يحط على الأشعري ولا يعلم علم الكلام "طبقات الشافعية: ٥/ ١٩٠". فسبحان الله!! قد أجاز الرواية بالإجازة أغلب العلماء في الحديث النبوي مع تشددهم في تحمل الحديث النبوي، فكيف بغيره من الروايات والحكايات كهذا الذي نحن فيه؟ ثم إن السبكي نفسه ممن يقول بجواز الإجازة كما صرح به في كتابه جمع الجوامع: ٢/ ١٧٤، وأما عدم معرفة علم الكلام فمتى كان عيبًا؟؟ ولكن التعصب للمذهب هو الذي يعميه ويجعله يتحامل على شيخه الذهبي ويتهمه بتنقيص الجويني، وحاشا الذهبي من ذلك، ثم إن هناك طريق المقدسي فيتقوى الطريقان مع الإجازة، ثم هناك احتمال أن الرواية ليست بإجازة في هذه الحكاية وإنما هي سماع لأن لفظ الذهبي هكذا: "أخبرنا يحيى بن أبي منصور الفقيه في كتابه" وعند ابن السبكي زيادة وغيره من كتابهم، فيحتمل أن السماع كان إملاء من الكتاب لا من الحفظ كما يحتمل أنها إجازة مع المناولة وهي من أقوى الإجازات والله أعلم ..
(١) انظر تأسيس التقديس للرازي ص: ٧٦ - ٧٧، وعنه في درء تعارض العقل: ٦/ ٣٤٤ و ٧/ ٢١، وبيان تلبيس الجهمية: ٢/ ٤٣١ - ٤٣٢، وانظر الأزهية: ٧٥ - ٧٦، وإتحاف السادة: ٥/ ٣٥، وشرح الفقه الأكبر ص: ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>