للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى عن ذلك … إلى أن قال: ولصح أن يرغب إليه إلى نحو الأرض وإلى وراء ظهورنا وعن أيماننا وشمائلنا، وهذا ما أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله" (١).

هذا وقد صرح بهذه الحقيقة كثير من المحققين من غير من تقدم منهم قوام السنة ويحيى بن عمار السجزي وابن قدامة وغيرهم (٢).

هذا ومما يقرر كون رفع الأيدي إلى السماء يدل على العلو وأن ذلك أمر ضروري. القصة التي وقعت للهمذاني محمد بن أبي علي الحسن بن محمد (ت ٥٣١ هـ) وهي أنه قال: سمعت أبا المعالي الجويني - وهو عبد الملك بن عبدالله بن يوسف إمام الحرمين (ت ٤٧٨ هـ) - وقد سئل عن قوله تعالى: ﴿الرحمن على العرش استوى﴾؟ فقال: كان الله ولا عرش، وجعل يتخبط في الكلام وقلت: قد علمنا ما أشرت إليه فهل عندك للضرورات من حيلة؟ فقال: ما تريد بهذا القول وما تعني بهذه الإشارة؟ فقلت ما قال عارف قط يا رباه إلا قبل أن يتحرك لسانه قام من باطنه قصد لا يلتفت يمنة ولا يسرة يقصد الفوق، فهل لهذا القصد الضروري عندك من حيلة فنبئنا نتخلص من الفوق والتحت؟، وبكيت وبكى الخلق، فضرب الأستاذ بكمه على السرير وصاح: يا للحيرة وخرق ما كان عليه وانخلع، وصارت قيامة في المسجد ونزل، ولم يجبني إلا يا الحيرة الحيرة والدهشة والدهشة، فسمعت بعد ذلك أصحابه يقولون: سمعناه يقول: حيرني الهمذاني (٣).


(١) التمهيد للباقلاني ص: ٢٦٠ رقم ٤٤٠، ونقله عنه شيخ الإسلام في الحموية ص: ٥٨ لكن عن كتابه الآخر المسمى بالإبانة وأشار إلى كتاب التمهيد وأن كلامه فيه أكثر.
(٢) انظر الحجة في بيان المحجة: ١/ ١١٤ و ٢/ ١٠٦، وإثبات صفة العلو لابن قدامة ص: ٦٣.
(٣) ذكر هذه القصة غير واحد من العلماء منهم شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض =

<<  <  ج: ص:  >  >>