للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السماوية جميعًا مناقضة واضحة لا تلتبس على من عرف مبادئ الإسلام، ولهذا نكتفي بهذا وسوف لا نعرج عليهما في مناقشة الشبه (١).

هذا ومما ينبغي أن يعلم أن الدعاء من الأسباب وأن الناس قد افترقوا في الأسباب إلى ثلاث فرق رئيسية: مغضوب عليهم، وضالون، ومهتدون.

فالمغضوب عليهم يطعنون في عامة الأسباب المشروعة وغير المشروعة ويقولون: الدعاء المشروع قد يؤثر وقد لا يؤثر، ويتصل بذلك الكلام في دلالة الآيات على تصديق الأنبياء .

والضالون يتوهمون في كل ما يتخيل سببًا، والمتكايسون من المتفلسفة يحيلون ذلك على أمور فلكية وقوى نفسانية وأسباب طبيعية.

فأما المهتدون فهم لا ينكرون ما خلقه الله من القوى والطبائع إذ الجميع خلق الله لكنهم يؤمنون بما وراء ذلك من قدرة الله التي هو بها على كل شيء قدير ومن أنه كل يوم هو في شأن ومن أن إجابته لعبده المؤمن خارجة عن قوة نفس العبد وتصرف جسمه وروحه وبأن الله يخرق العادات لأنبيائه وأوليائه (٢).

ب - المذهب الثاني (٣):

قالت طائفة من الصوفية: إن الدعاء لا يجلب به منفعة، ولا يدفع به مضرة، وإنما هو عبادة محضة تعبدية غير معقول المعنى، كبعض أعمال العبادات الأخرى مثل رمي الجمار وغيره، ولا أثر للدعاء في


(١) انظر مناقشة الفلاسفة في الرد على البكري ص: ٢٧٠ - ٢٧٦.
(٢) اقتضاء الصراط المستقيم ص: ٣٦١ - ٣٦٢.
(٣) انظر عن هذا المذهب: جامع الرسائل لابن تيمية: ١/ ٨٧، والتحفة العراقية: ٤٧، والفتاوى: ٨/ ١٩٢، ٥٣٠ - ٥٣١، وزاد المعاد: ٣/ ٤٨١، ومدارج السالكين: ٣/ ١٠٤، والجواب الكافي: ١٤، والآداب الشرعية: ٢/ ٢٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>