للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمقابلة المرآة والذي للمرآة حاصل بمقابلة الشمس.

فكذلك الداعي المستشفع إذا توجه إلى شفيعه أشرق عليه من جهته مقصود الشفاعة وذلك المدعو الشفيع أشرق عليه من جهة الحق.

فلهذا يرى هؤلاء دعاء الموتى عند القبور وغير القبور ويتوجهون إليهم ويقولون: إن أرواحنا إذا توجهت إلى روح المقبور في القبور اتصلت به ففاضت عليها المقاصد من جهته، ومن هنا يفضلون الدعاء والصلاة عندها على الدعاء والصلاة في المساجد (١).

كما يقولون في الزيارة الشركية: إن الأرواح المفارقة تجتمع هي والأرواح الزائرة فيقوى تأثيرها (٢).

وأما ابن عربي وشيعته فقد فسروا سبب تأثير الدعاء بأن الداعي هو المدعو فلا بد أن يلبي رغبات نفسه، قال ابن عربي: "فما يطلب الحق من العبد بأمره هو بعينه يطلبه العبد من الحق بأمره، ولهذا كان كل دعاء مجابًا ولا بد وإن تأخر" (٣).

والحاصل أن هذين المذهبين يريان تأثير الدعاء إلا أنهما يفسران ذلك على طريقة تناسب عقيدتهما الباطلة.

وإني أرى أن هذين المذهبين لا يستحقان المناقشة الطويلة ففي حكايتهما ما يغني عن الرد عليهما لوضوح بطلانهما ومناقضتهما للشرائع


(١) الرد على المنطقيين: ١٠٣ - ١٠٥، ٥٣٥، والرد على البكري: ٦٢ - ٦٣، ٢٦٧، وقاعدة التوسل ص: ٢٥، وملحق المصنفات: ٩٧، والرد على من قال بقول الفلاسفة في دعاء الموتى للشيخ عبد الرحمن بن حسن ضمن مجموعة الرسائل: ٤/ ٣٨٣، وانظر إتحاف السادة: ٥/ ٥١ - ٥٢، وإغاثة اللهفان: ١/ ١٦٩ - ١٧٠، وراجع حاشية قاعدة في التوسل ص: ١٥٦ تحقيق الشيخ ربيع للاطلاع على ما نقله عن كتاب المضنون به على غير أهله: ٢/ ١٥١.
(٢) الرد على البكري ص: ٢٦٨.
(٣) فصوص الحكم: ١/ ١٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>