للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأئمة في كتابه بصائر الدرجات، الذي يعتبر من أهم مصادرهم الأصلية، ثم ساق عجائب وغرائب، في تلك الأبواب، فانظر إلى مدى ما وصل إليه اعتقاد عرض الأعمال، لأنه لو اقتصر على النبي لكان الأمر أخف، ولكن ادعى ذلك هؤلاء لأئمتهم كما ترى، وادعى آخرون من المريدين لشيوخهم.

فعقيدة عرض الأعمال على الأموات هي أصل لدعائهم، لأن الواحد من هؤلاء الذين يدعون الأموات لو تصور أن مدعوه لا يعلم بأعماله لم يدعه، ولم يطمع في أنه يشفع له عند الله تعالى ويتوسط له فكل ذلك فرع عن تصوره بعلمه ومعرفته به وبأحواله.

هذا ومناقشة حديث العرض من ناحيتين ناحية الإسناد وناحية المتن:

[مناقشة الحديث من ناحية الإسناد]

قد أخرج هذا الحديث البزار في مسنده فقال: "حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن سفيان، عن عبدالله بن السائب، عن زاذان عن عبد الله عن النبي قال: "إن الله ملائكة سياحين يبلغون عن أمتي السلام قال: وقال رسول الله : "حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم … ".

قال البزار: لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا بهذا الإسناد" (١).

هذا الحديث يشتمل على شطرين وقد رواه كثيرون فاقتصروا على الشطر الأول، وخالفهم عبد المجيد بن أبي رواد فزاد الشطر الثاني.

فالشطر الأول قد روي عن سفيان وهو الثوري بهذا الإسناد من


= الأعمال على الأئمة الأحياء: ٤٤٩ - ٤٥٠، ثم باب الأئمة تعرض عليهم الأعمال في أمر العمود الذي يرفع للأئمة وما يصنع بهم في بطون أمهاتهم: ٤٥١ - ٤٥٤.
(١) كشف الأستار: ١/ ٣٩٧ رقم ٨٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>