للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السبب الثاني (١): الشبهات التي يتشبثون بها في جواز دعاء غير الله تعالى:

ومن الأسباب التي أدت إلى انتشار دعاء غير الله تعالى بعض الشبهات التي ظن عباد القبور أنها صحيحة وتدل على جواز دعاء الموتى ولكنها كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا، فهم يتركون الأمور الواضحة ويتبعون المتشابه، وتلك الشبه على أقسام ثلاثة:

١ - نصوص متشابهة لم يفهموها ولم يفقهوا ما دلت عليه ويحتجون بها ويوردونها من غير فهم لمعناها ولا معرفة لما دلت عليه وذلك كتأويلهم لبعض الآيات القرآنية وتفسيرها بما يجيز دعاء غير الله تعالى وكذلك تأويلهم لبعض الأحاديث الصحيحة.

٢ - أحاديث مكذوبة مختلقة وضعها أشباه عباد الأصنام من المقابرية على رسول الله وهي تناقض دينه وما جاء به.

٣ - "حكايات حكيت لهم عن أصحاب القبور أن فلانًا استغاث بالقبر الفلاني في شدّة فخلص منها وفلانًا دعاه، أو دعا به في حاجة فقضيت له وفلانًا نزل به ضر فاسترجى صاحب ذلك القبر فكشف ضره.

وعند السدنة والمقابرية من ذلك شيء كثير يطول ذكره، وهم من أكذب خلق الله تعالى على الأحياء والأموات" (٢).

وقد تكون تلك الحكايات صحيحة ولكنها من الشيطان، فإنه قد يتراءى لبعضهم في صورة من يعتقد فيه، أو ينتسب إلى رجل صالح ويتسمى باسمه كالخضر وعبد القادر، وقد تخاطب الشياطين من استغاث


(١) انظر عن هذا السبب: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح: ١/ ٣١٧، وإغاثة اللهفان: ١٨/ ١٦٧، ومصباح الظلام ص: ٣٠٥ ومجموعة الرسائل النجدية: ٤/ ٣٢٣.
(٢) إغاثة اللهفان: ١/ ١٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>