للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشايخ فرق بين الدعاء والسؤال بقوله: "الداعي: المضطر، والسائل المختار، قال الله تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾ فللسائل المثوبة وللداعي الإجابة" (١).

ويدل على ضعف هذا الفرق ما ورد في الحديث من استعمال الدعاء في الاختيار وهو قوله : "من أراد أن يستجيب الله له في الشدة فليكثر الدعاء في الرخاء" (٢)، وذكر الكرماني شارح البخاري فرقًا آخر فقال: ويحتمل أن يقال: الدعاء ما لا طلب فيه نحو يا الله، والسؤال الطلب، أو أن يقال: المقصود واحد وإن اختلف اللفظان (٣) ولا يخفى ضعف الاحتمال الأول مما سبق نقله عن علماء اللغة من إطلاق الدعاء على الطلب فتحصل مما سبق أن الراجح أن يقال في النسبة بينهما أن الدعاء أعم مطلقًا فكل سؤال دعاء، وليس كل دعاء سؤالًا.

ومثل كلمة السؤال كلمة اللياذة على ما يشهد له بيت المتنبي وقد ذهب إلى ذلك ابن كثير (٤).

وأما على القول الآخر وهو الذي تشهد له أقوال علماء اللغة وعباراتهم فليس من هذا النوع الذي نحن بصدده.

[النوع الثالث: الكلمات المختصة بصفة من صفات الدعاء: النداء والجؤار والابتهال]

[١ - النداء]

يقال: ناداه، ونادى به، نداء، ومناداة، صاح به.


(١) مشارق الأنوار على صحاح الآثار لعياض: ١/ ٢٦٠، ونحوه في الكليات: ٢/ ٣٣٤.
(٢) سيأتي تخريجه ص: ١٩٧.
(٣) الفتح: ٣/ ٣١، وشرح الكرماني للبخاري المسمى بالكواكب الدراري في شرح البخاري: ٦/ ٢٠٠.
(٤) تقدم ص: ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>