للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنداء بالكسر ممدودًا، الصوت، وقد يضم مثل الدعاء، والرغاء.

أو النداء: الدعاء بأرفع الصوت (١)، وهذا المعنى للنداء مجمع عليه بين أهل اللغة (٢)، قال ابن القيم في النونية:

أم أجمع العلماء والعقلاء من … أهل اللسان وأهل كل لسان

أن النداء الصوت الرفيع وضده … فهو النجاء كلاهما صوتان (٣)

وقد ورد استعماله بمعنى الدعاء في القرآن الكريم في عدة آيات، منها ﴿ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (٢) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا﴾ [مريم: ٢، ٣].

﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [الأنبياء: ٨٣].

﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنبياء: ٨٧].

﴿وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ﴾ [الأنبياء: ٨٩].

﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ [الصافات: ٧٥].

﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ﴾ [ص: ٤١].

﴿فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ﴾ [القلم: ٤٨].


(١) الصحاح: ٦/ ٢٥٠٥، واللسان: ٧/ ٤٣٨٨، والمفردات: ٤٨٦، والوجوه للدامغاني: ٤٥٠.
(٢) حكى هذا الإجماع شيخ الإسلام في التسعينية … انظر دلائل الرسوخ: ٨٢، أو تحفة الطالب: ١٠٩، وقال في الفتاوى: ١٢/ ٥٨٧: "والنداء لا يكون إلا صوتًا باتفاق أهل اللغة"، ونحوه في الحجة في بيان المحجة: ١/ ٣٩٨، ومختصر الصواعق: ٢/ ٢٧٧، والرد على من أنكر الحرف للسجزي: ص ١٦٦.
(٣) النونية مع شرح الهراس: ١/ ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>