للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخلود فيدل من هنا على كونه كفرًا والعياذ بالله، من ذلك حديث ابن مسعود قال: "قال النبي كلمة وقلت أخرى، قال النبي : من مات وهو يدعو من دون الله ندًا دخل النار، وقلت أنا من مات وهو لا يدعو الله ندًا دخل الجنة" (١).

[ج - الإجماع]

قد أجمع العلماء على كفر من دعا غير الله تعالى وجعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم.

وقد حكى إجماع العلماء على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: "فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم، ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع، ودفع المضار، مثل أن يسألهم غفران الذنوب، وهداية القلوب، وتفريج الكروب، وسد الفاقات، فهو كافر بإجماع المسلمين" (٢).

وقد نقل هذا الإجماع عن شيخ الإسلام غير واحد مقررين له، منهم صاحب الفروع (٣) وصاحب الإنصاف (٤) وصاحب الغاية (٥) وصاحب الإقناع (٦) وشارحه (٧) ونقله راضيًا مقررًا له صاحب القواطع في كتابه (٨)


(١) أخرجه البخاري في التفسير: ٨/ ١٧٦ رقم ٤٤٩٧، والجنائز: ٣/ ١١٠ رقم ١٢٣٨، ومسلم: ١/ ٩٤ رقم ٩٢، وأحمد في المسند: ١/ ٣٧٤، ٤٦٢، ٤٦٤.
(٢) الواسطة بين الحق والخلق: ضمن الفتاوى: ١/ ١٢٤.
(٣) هو مُحَمَّد بن مفلح أبو عبد الله المقدسي (ت ٧٦٣ هـ) وهو من تلاميذ شيخ الإسلام ومؤلف الفروع في الفقه الحنبلي نقل هذا الكلام في كتابه الفروع: ٦/ ١٦٥.
(٤) هو المرداوي علي بن سليمان علاء الدين ذكره عن شيخ الإسلام في الإنصاف: ١٠/ ٣٢٧.
(٥) هو مرعي بن يوسف المقدسي الكرمي (ت ١٠٣٣ هـ) ذكره في كتابه غاية المنتهى في الجمع بين الإقناع والمنتهى: ٦/ ٢٧٩.
(٦) هو أبو النجا شرف الدين الحجاوي، انظر الإقناع: ٤/ ٢٩٧.
(٧) هو الشيخ البهوتي منصور بن يونس ذكره في كشف القناع عن متن الإقناع: ٦/ ١٦٨.
(٨) هو ابن حجر الهيتمي انظر الإعلام بقواطع الإسلام ص ٩٥، وتيسير العزيز: ٢٢٩، ومصباح الظلام: ٣٤٣، وتحفة الطالب والجليس: ١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>