للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن المعلوم أن من علامة وضع الحديث مخالفته للقطعي (١).

٢ - ومما يبين (٢) كذب هذه الرواية أنه لم يكن في حياة عائشة للبيت كوة بل كان بعضه باقيًا على ما كان على عهد النبي ، بعضه مسقوف وبعضه مكشوف، وكانت الشمس تنزل فيه كما ثبت في الصحيحين عن عائشة أن النبي كان يصلي العصر والشمس في حجرتها لم يظهر الفيء بعد (٣)، ولم تزل الحجرة كذلك حتى زاد الوليد بن عبد الملك في المسجد وأدخلت الحجر في المسجد، ثم بنى حول حجرة عائشة التي فيها القبر جدارًا عاليًا، وبعد ذلك جعلت الكوة لينزل منها إذا احتيج إلى ذلك لأجل كنس أو تنظيف، وأما وجود الكوة في حياة عائشة فكذب بيّن.

٣ - ولو صح (٤) هذا الأثر - لكان حجة ودليلًا على أن القوم لم يكونوا يقسمون على الله بمخلوق ولا يتوسلون في دعائهم بميت ولا يسألون الله به، وإنما فتحوا على القبر لتنزل الرحمة عليه، ولم يكن هناك دعاء يقسمون به عليه فأين هذا من هذا؟؟

[حكاية الإمام مالك مع المنصور]

وهب ما روي من طريق يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا ابن حميد قال: ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكًا في مسجد رسول الله فقال له مالك: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد، … فاستكان لها أبو جعفر، وقال: يا أبا عبدالله، أأستقبل القبلة


(١) انظر ما تقدم: ص ٣٣٧.
(٢) انظر هذا الوجه الثاني في الرد على البكري: ٦٧ - ٦٨ و ٢٨ - ٢٩.
(٣) أخرجه مالك في الموطأ: ١/ ٤ رقم ٢، ومن طريقه البخاري: ٢/ ٦ رقم ٥٢٢، ومسلم: ١/ ٤٢٦ رقم ٦١١.
(٤) انظر هذا الوجه الثالث في الرد على البكري ص: ٦٨ و ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>