للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله" (١).

[السبب الخامس: عدم امتثال أمر الشارع بسد ذرائع الشرك وحماية جناب التوحيد]

قد أمر الشارع الحكيم بسد ذرائع الشرك ووسائله كلها صغيرها وكبيرها وحذر من الاقتراب إليها وذلك حماية لجناب التوحيد والوسائل التي نهى الشارع عنها كثيرة ومتنوعة لأن منافذ الشرك كثيرة والطرق إليه متعددة، ومن تلك الوسائل التي نهينا عنها وسائل لفظية نحو الحلف بغير الله، وقول ما شاء الله وشئت.

وقد حذرنا الرسول من ذلك فقال: "من حلف بغير الله فقد أشرك" (٢).

وقال للذي قال له ما شاء الله وشئت: "أجعلتني الله ندًا بل ما شاء الله وحده" (٣).

ومن تلك الوسائل وسائل عَمَلِيَّة: نحو البناء على القبور، وشد الرحل إليها واتخاذها مساجد والصلاة عندها أو إليها، وقصدها لعبادة الله عندها كالدعاء عندها والذبح الله عندها ووضع تماثيل لأصحابها والاجتماع عندها في مواسم وأعياد معينة.

وقد حذر الشارع الحكيم من هذه الأمور وغيرها، صيانة لعقيدة


(١) تلبيس إبليس: ٨١ - ٨٢.
(٢) أخرجه أبو داود: ٣/ ٥٧٠ رقم ٣٢٥١، والترمذي: ٤/ ١١٠ رقم ١٥٣٥، والحاكم: ١/ ١٨ وصححه ووافقه الذهبي كما صححه الألباني كما في صحيح الجامع: ٥/ ٢٨٢ رقم ٦٠٨٠، والإرواء: ٨/ ١٨٩ رقم ٢٥٦١.
(٣) أخرجه ابن ماجه: ١/ ٦٨٤ رقم ٢١١٧، وأحمد ١/ ٢١٤، ٢٢٤، ٢٨٣، ٣٤٧، والنسائي في عمل اليوم: ٩٨٨، وابن السني رقم ٦٦٧، وحسنه الألباني في الصحيحة: ١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>