للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبور الأنبياء والصحابة والتابعين من كان أصحابها عنده وعند المسلمين أفضل من أبي حنيفة وأمثاله من العلماء، فما باله لم يتوخ الدعاء إلا عنده؟

٣ - ثم إن أصحاب أبي حنيفة الذين أدركوه مثل أبي يوسف ومحمد وغيرهما، لم يكونوا يتحرون الدعاء لا عند أبي حنيفة ولا غيره.

٤ - ثم قد تقدم (١) عن الشافعي ما هو ثابت في كتابه من كراهة تعظيم قبور المخلوقين خشية الفتنة بها (٢).

٥ - ومما يؤكد كذب هذه الحكاية ما ذكر من مجيء الشافعي إلى قبر أبي حنيفة كل يوم، وهذه مبالغة مكشوفة، إذ لا يتصور في العقل أن الشافعي ليس له عمل كل يوم إلا التردد إلى المقبرة، والوقوف لديها.

[حكاية التوسل بقبر موسى الكاظم]

وهي ما روي عن الحسن بن إبراهيم الخلال يقول: "ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلا سهل الله لي ما أحب" (٣).

احتج بهذه الحكاية جماعة (٤) على جواز التوسل بالذوات والدعاء عند القبور.

[الجواب]

إن الحكايات والمنامات لا تقوم بها حجة في شرع الله الذي أكمله الله وأتمه على لسان نبيه ، قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾ [المائدة: ٣].


(١) تقدم ص: ٦١٨.
(٢) اقتضاء الصراط المستقيم: ٣٤٣.
(٣) أخرجه الخطيب في التاريخ: ١/ ١٢٠.
(٤) منهم السمنودي في سعادة الدارين: ١٨٧، والغماري في الرد المحكم: ٧٦، ١٩٨، والكوثري في المقالات: ٣٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>