للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣ - الرغبة إلى الله ﷿]

وهذا المعنى ذكره غير واحد من علماء اللغة، وقدمه كثير منهم على غيره من معاني الدعاء الأخرى في سردهم لتلك المعاني، منهم صاحب المحكم، وصاحب القاموس، وصاحب المصباح، وصاحب الكليات (١).

وهذا المعنى أعم من المعنيين السابقين إذ الرغبة تارة تكون بالمسألة، وتارة بالعبادة والثناء، فالرغبة تحصل بالنوعين: السؤال، والعبادة، كما أن الرغبة هي سبب باعث على الطلب والسؤال، وباعث أيضاً على العبادة والثناء، فيكون الدعاء من آثار الرغبة ونتائجها، وتكون الرغبة لازمة له، ومن هنا ندرك أنه لا تنافي بين هذه المعاني بل هي متلازمة ومتداخلة.

[٤ - الاستغاثة والاستعانة]

وهذا المعنى ذكره كثيرون من علماء اللغة وعلماء تفسير القرآن الكريم (٢).

ومن شواهد استعماله قوله تعالى:

﴿وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [البقرة: ٢٣].

قال الفراء (٣): وادعوا شهداءكم من دون الله" يقول: "آلهتكم،


(١) راجع المحكم: ٢/ ٢٣٤، والقاموس مع تاج العروس: ١٠/ ١٢٦، والمصباح المنير: ١/ ٢٦٤، والكليات: ٢/ ٣٣٣.
(٢) انظر معاني القرآن للفراء: ١/ ١٩، والأشباه والنظائر لمقاتل بن سليمان: ٢٨٧، وغريب القرآن لابن قتيبة: ٤٣، وتهذيب اللغة للأزهري: ٣/ ١١٩، ونزهة النواظر لابن الجوزي: ٢٩٤، والوجوه والنظائر للدامغاني: ١٧٤، ولسان العرب: ٣/ ١٣٨٥، والكليات: ٢/ ٣٣٤، وإتحاف السادة: ٥/ ٢٧، والدعاء المأثور ص: ٣٢.
(٣) هو يحيى بن زياد بن عبد الله أبو زكريا الأسدي مولاهم الديلمي الكوفي نزيل بغداد النحوي المشهور صدوق (ت ٢٠٧ هـ)، تقريب التهذيب ص: ٥٩٠ رقم ٧٥٥٢، والسير: ١٠/ ١١٨، وبغية الوعاة: ٢٥/ ٣٣٣ رقم ٢١١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>