للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخلاصة]

إن الدعاء والعبادة تكون النسبة بينهما تارة الترادف وتارة العموم والخصوص المطلق.

فإذا أريد بالدعاء دعاء العبادة تكون النسبة الترادف.

وإذا أريد من الدعاء دعاء المسألة فالنسبة العموم بالنسبة للعبادة والخصوص بالنسبة للدعاء، فإن العبادة أعم مطلقًا فتشمل الدعاء والتوكل والمحبة وغيرها من أنواع العبادات والدعاء خاص بالسؤال والطلب.

وإن شئت تقول: النسبة بينهما التلازم كما سيأتي بيان ذلك إن شاء الله تعالى في نوعي الدعاء وتلازمهما.

[الذكر]

الكلمة الثانية من القسم الأول: الذكر:

وقد ورد في الأحاديث وآثار السلف وكتب أهل العلم إطلاق الذكر على الدعاء أو العكس وكذلك عطف أحدهما على الآخر فلهذا ينبغي بيان العلاقة التي بينهما وبيان السبب في إطلاق أحدهما على الآخر، وذلك باستعراض معنى الذكر لغة وشرعًا وبيان إطلاق الدعاء على الذكر ووجه ذلك ثم بيان النسبة بينهما.

[المعنى اللغوي والشرعي للذكر]

الذكر في أصل اللغة: "الحفظ للشيء، وعدم نسيانه، وجري الشيء على اللسان" (١)، وقيل: "أصل الذكر في اللغة التنبيه على الشيء، ومن ذكَّرك شيئًا فقد نبهك عليه وإذا ذكَّرته فقد نبهته عليه" (٢).


(١) تهذيب اللغة: ١٠/ ١٦٢، واللسان: ٣/ ١٥٠٧، وتاج العروس: ٣/ ٢٢٦.
(٢) نقل هذا القول النووي عن الواحدي في تهذيب الأسماء واللغات: ٣/ ١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>