للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما في الشرع: فقد ورد إطلاق الذكر على أمور: قال بعضهم:

إن الذكر يطلق على الصلاة، وقراءة القرآن، والتسبيح، والدعاء، والشكر، والطاعة (١).

وزاد بعضهم غير هذه الأمور مما ورد إطلاق لفظ الذكر عليه في الكتاب والسنة (٢).

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي (٣): "وإذا أطلق ذكر الله شمل كل ما يقرب العبد إلى الله من عقيدة، أو فكر، أو عمل قلبي، أو عمل بدني، أو ثناء على الله، أو تعلم علم نافع وتعليمه، ونحو ذلك فكله ذكر لله تعالى" (٤).

وهذه الأمور التي أشار إليها السعدي تتنوع إلى خمسة أنواع ويطلق على كلها الذكر وهي:

١ - ذكر أسماء الرب وصفاته والثناء عليه بها وتنزيهه إما إنشاءً أو إخبارًا.

٢ - ذكر أمره ونهيه، وأحكامه إخبارًا أو امتثالًا.

٣ - ذكره بكلامه الذي أنزله وتعبدنا بتلاوته.


(١) نقل هذا القول عن أبي العباس - ولعله الزجاج - كما في تهذيب اللغة: ١٠/ ١٦٣.
(٢) نقل القاضي عياض عن الحربي أنه قال: للذكر ستة عشر وجهًا: الطاعة، وذكر اللسان، وذكر القلب، والإخبار، والحفظ، والعظمة، والشرف والخير، والوحي، والقرآن، والتوراة، واللوح المحفوظ، واللسان، والتفكر، والصلوات، وصلاة واحدة، وزاد القاضي عياض أيضًا فقال: "وقد جاء بمعنى التوبة، وبمعنى الغيب، وبمعنى الخطبة". اهـ. مشارق الأنوار: ١/ ٢٦٩.
(٣) هو الشيخ عبد الرحمن بن ناصر التميمي علامة القصيم، مفسر، محدث، لغوي، أصولي، فقيه توفي عام ١٣٧٦ هـ، يراجع في ترجمته رسالة الشيخ عبد الرزاق ابن الشيخ عبد المحسن العباد ومعجم المؤلفين: ١٣/ ٣٩٦.
(٤) الرياض النضرة ص: ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>