إنما أثيرت بعد انتشار دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ﵀، فلما رأوا انتشارها الواسع أرادوا معارضة هذه الدعوة السلفية المباركة بهذه الشبهة الواهية.
فلهذا لا نجد هذه الشبهات في كلام من سبق هؤلاء ممن هو على مشربهم بخلاف الشبهات التي سبقت في الفصلين السابقين.
ومن هنا رد عليهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ﵀ في كتبه ورسائله، كما رد عليهم آخرون ممن جاء بعده فجزاهم الله عن الإسلام خير الجزاء .. وهذه المناقشات التي ستأتي إن شاء الله تعالى مجموعة مما تفرق في كلام هؤلاء المحققين السابقين، وإن كان هناك إضافة فقليلة لا تستحق الذكر، والغرض مشاركة هؤلاء في هذا الصنيع المبارك لعل الله ينفع به من يشاء من عباده وهو وحده المرجو لذلك، وهو المستعان وهو ولي التوفيق.
الشبهة الأولى (١):
قولهم: إن تلك النصوص فيمن لا يعترف بأن الله هو الخالق الرازق النافع الضار، أي الذي لا يعترف بتوحيد الربوبية، وأما من اعترف بذلك فلا تشمله تلك النصوص ولو دعا غير الله تعالى واستغاث به، وذبح له، ونذر له.
وقالوا: إن من أقر بالربوبية فقد أقر بالألوهية، فعلى هذا فالآيات والأحاديث لا تشمل المسلمين من هذه الأمة المحمدية المرحومة الذين يعترفون بربوبية الله تعالى وأنه الخالق … إلخ.
(١) انظر الاحتجاج بهذه الشبهة في الدرر السنية: ٤٠ - ٤١، ٣٢، ٣٥، وخلاصة الكلام ص:، وشواهد الحق: ١٤٢ - ١٤٩، ١٥٣، وفرقان القرآن للعزامي ص: ١٢٧ - ١٢٨، ومفاهيم ٢٦، ويراجع في الجواب إلى مؤلفات الشيخ، القسم الأول، العقيدة، كشف الشبهات: ١٦١، والدر النضيد: ١٦، ١٩.