للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان حسنًا، وأما إذا سبق إلى قلبه قصد العبادة فاسم "الله" أولى بذلك. إذا بدأ بالثناء ذكر اسم "الله" وإذا قصد الدعاء دعا باسم "الرب"" (١).

ومما سبق يتضح أن اسم "الرب" من مقتضى معناه إجابة الدعاء لأن الإجابة من جملة تربية العبد بما يصلحه وبما يحتاج إليه كما أنها من ناحية أخرى عطاء ونفع وتدبير من الله للعبد وهذه الصفات تختص باسم الرب، ومن مقتضى معناه.

قال ابن القيم : "وصفات الفعل والقدرة، والتفرد بالضر والنفع والعطاء والمنع ونفوذ المشيئة، وكمال القوة، وتدبير الخليقة أخص باسم الرب" (٢).

ولهذه المعاني السابقة قال بعضهم: إنه الاسم الأعظم.

قال القرطبي : "قال بعض العلماء: إن هذا الاسم هو الاسم الأعظم لكثرة دعوة الداعين به، وتأمل ذلك في القرآن كما في آخر آل عمران وسورة إبراهيم وغيرهما، ولما يشعر به هذا الوصف من الصلة بين الرب والمربوب مع ما يتضمنه من العطف، والرحمة، والافتقار في كل حال" (٣).

وبما تقدم تبين لنا علاقة الدعاء بالربوبية، وأن إجابة الدعاء من مقتضاها وأن ذلك هو السر في تكرار اسم الرب في الأدعية المأثورة دون باقي أسماء الله الحسنى.

٢ - ومن الأدلة الدالة على علاقة الدعاء بالربوبية أن من معاني توحيد الربوبية الإقرار بتفرد الله تعالى بالتصرف المطلق في الملك


(١) الفتاوى: ١٠/ ٢٨٤ - ٢٨٦، ونحوه في: ١٤/ ١٢ - ١٤، و ١/ ٧٤، وبيان تلبيس الجهمية: ٢/ ٤٥٤، وكتاب التوحيد وإخلاص العمل ص: ١٧٠ - ١٧١.
(٢) مدارج السالكين: ١/ ٣٣.
(٣) الجامع لأحكام القرآن: ١/ ١٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>