للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذل له وأطاعه، وتأله له وتنسك.

فالعبادة والعبودة، والعبودية: الخضوع والتذلل، والطاعة والانقياد، والتأله والتنسك، يقال: طريق معبد أي مذلل وطئته الأقدام وذللته.

قال طرفة بن العبد (١):

تُبَارِي عِتَاقًا نَاجِيَاتٍ وَأَتْبَعَتْ … وَظِيْفًا وظيفًا فوق مَوْرٍ مُعَبَّد (٢)

يعني بالمور الطريق، وبالمعبد المذلل الموطوء، ومن ذلك قيل للبعير المذلل بالركوب في الحوائج: معبد، كما يقال أيضًا للبعير المَهْنُوء بالقَطِرَان: معبد.

قال طرفة بن العبد أيضًا:

إِلى أَنْ تَحَامَتْنِي العشيرةُ كُلُّها … وأُفْرِدتُ إِفْرادَ البعير الْمُعَبَّدِ (٣)

وإنما قيل: معبد للبعير المهنوء بالقطران لأنه يتذلل لشهوته القطران فلا يمتنع.

وذكر ابن فارس أن هذه المادة تدل على أصلين كأنهما متضادان:


= القرآن للزجاج: ١/ ٤٨، والمفردات ص: ٣١٩، وتفسير ابن جرير الطبري: ١/ ٦٩، وتفسير ابن كثير: ١/ ٢٥، وتفسير البغوي: ١/ ٤١، ومدارج السالكين: ١/ ٧٤.
(١) هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد صاحب إحدى المعلقات السبعة، البداية: ٢/ ٢٠٤.
(٢) ديوان طرفة ص: ١٣ ونسب إلى طرفة في المصادر السابقة أيضًا، قال الأعلم الشنتمري في شرحه للبيت: المباراة في السير أن يفعل هذا مثل ما يفعل الآخر، أي تباري هذه الناقة بسيرها إبلًا عتاقًا، والعتاق الكرام البيض والناجيات السراع، والوظيف من الرسغ إلى الركبة وفي الرجل من الرسغ إلى العرقوب أي أتبعت هذه الناقة وظيف رجلها وظيف يدها، أو وضعت وظيف رجلها موضع وظيف يدها وهو ضرب من السير … اهـ، شرح الأعلم مع الديوان ص: ١٣.
(٣) ديوان طرفة مع شرح الأعلم ص: ٣١ وقبله:
وما زال تَشْرابِي الخمورَ ولَذَّتِي … وبَيْعِي وإِنْفَاقي طَرِيْفي ومَتْلَدِي

<<  <  ج: ص:  >  >>