للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب - إنه لم يكتف بالحضور فقط بل طلب صراحة من النبي الدعاء له فقال: "ادع الله أن يعافيني".

ولم يفعل مثل ما يفعله بعض المريدين مع شيوخهم حيث يعتقدون أن الشيخ مطلع على الأسرار وأنه يعرف حوائج المريدين، فلا حاجة لإخباره ولا للطلب منه، ومثل ذلك ما يفعله بعض القبوريين الذين يقولون للولي عند زيارته: "العارف لا يعرف" (١).

جـ ـ وعده (٢) إياه بالدعاء إن لم يصبر، "إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك"، والرسول خير من وفي بما وعد، فلا يقال: لم يثبت في ألفاظ الحديث أنه دعا له.

د - إصرار (٣) الأعمى على الدعاء فقد ورد في بعض طرقه أنه قال: "ادع الله لي مرتين أو ثلاثًا" (٤) وفي رواية: "ألا تصبر؟، قال: يا رسول الله ليس لي قائد وقد شق علي … " (٥).

فبعد هذا الإصرار على الدعاء لا بد أن النبي أن يفي له بما وعد وهو الدعاء له.

هـ ـ ما ورد في لفظ الدعاء الذي علمه النبي : "اللهم شفع في نبيي … " (٦) وفي رواية: "اللهم شفعه فيّ" (٧)، وهذا يدل علي أن النبي شفع له، ودعا الله له. وإلا فكيف يطلب الأعمى من الله تعالى قبول شفاعة النبي إذا لم تحصل الشفاعة ولم تقع من النبي ؟.


(١) اعترف بهذه الحقيقة الغماري في الرد المحكم ص: ٢٧١.
(٢) انظر التوسل أنواعه ص: ٧٦.
(٣) انظر التوسل أنواعه ص: ٧٦.
(٤) عمل اليوم والليلة للنسائي: ٤١٧ رقم ٦٥٨، والتاريخ الكبير للبخاري: ٦/ ١٠٩.
(٥) عمل اليوم والليلة لابن السني: ٢٩٦ رقم ٦٢٨.
(٦) النسائي، عمل اليوم والليلة: ٤١٧ في رواية حماد بن سلمة.
(٧) عند النسائي وغيره في رواية شعبة والدستوائي.

<<  <  ج: ص:  >  >>