للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك ما ذكر عن عبد السلام بن مشيش أنه قال للشاذلي عندما زاره: يا علي طلعت إلينا فقيرًا من علمك وعملك فأخذت منا غنى الدنيا والآخرة (١).

فانظر إلى هذه الحكاية إن صحت إلى أي مدى بلغت الوقاحة بهذا الرجل حتى يدعي أنه يعطي غنى الدنيا والآخرة، وما الذي بقي الله؟ سبحانه وتعالى عما يصفون.

ونحوه قول الشبلي: "إن الله عبادًا لو بزقوا على جهنم - لأطفأوها" (٢).

وقول أحدهم: "لو رأيت أبا يزيد مرة واحدة كان أنفع لك من رؤية الله سبعين مرة" (٣).

ومن ذلك ما قاله أحدهم في البدوي:

يا من رماه الدهر بالإزعاج … ناد بعزم يا أبا فراج

فهو الأمان من الحوادث إن أتت … وهو الملاذ لنا وعون الراجي

وهو المراد إذا الخطوب تراكمت … وهو المجيب لدعوة المحتاج

وهو الطبيب لنا ومرهم طبه … يبري ضعيف الحال دون علاج (٤)

وقال آخر أيضًا فيه:

وهو المجيب لسائل يتوسل … إذ باسمه عند المخاوف يهتف

وهو الملاذ إذا الخطوب تراكمت … وهو المعاذ في الشدائد يعرف

وهو الذي في الكرب يكشف غمه … وهو الذي للسوء عنا يصرف


(١) أبو الحسن الشاذلي: ١٩.
(٢) تلبيس إبليس: ٣٦١.
(٣) المرجع نفسه: ٣٥٤.
(٤) السيد البدوي بين الحقيقة والخرافة ص: ٢٨٠ نقلًا عن مخطوط الجواهر السنية: ق ١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>