للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإلهية، وتصريف شؤون الدين والدنيا بقدرة غيبية وهذا هو السبب الذي من أجله رفع الأئمة أولًا إلى الإلهية، وارتفع رؤساء مدارس الغلو إلى النبوة، ثم استقلوا فارتفعوا إلى الإلهية بأنفسهم، والتصوف يهدف إلى هذه النتيجة" (١).

وهذا اعتراف صريح بتأثر التصوف بالتشيع وأن هدفهما عبادة الإنسان والغلو فيه لكن تخصيص الغلاة من الروافض بهذه العقيدة غير صحيح كما يريده صاحب هذا الكلام، بل الواقع يدل على أن أغلب الشيعة من الغلاة، وقلّ أن يوجد فيهم معتدل إلا ما كان في القرون الأولى كما قاله الذهبي (٢).

هذا فمن الغلو الذي عند المتصوفة دعاويهم الباطلة لأنفسهم، فمنهم من يدعو إلى عبادته والاستغاثة به من دون الله تعالى ومنهم من يغلو في شيخه ويرفعه فوق منزلته ويصفه بأوصاف الربوبية التي لا يستحقها إلا الله تعالى.

ومن أمثلة ذلك الحكاية التي تحكى عن معروف الكرخي وهي أنه أمر ابن أخيه بقصد قبره للدعاء (٣).

ومن ذلك ما نقل عن الشبلي من قوله لمن خرج من عنده: "مروا وأنا معكم حيثما كنتم وأنتم في رعايتي وكلاءتي" (٤).

وقوله: "إن محمدًا يشفع في أمته، وأشفع بعده في النار حتى لا يبقى فيها أحد" (٥).


(١) الصلة بين التصوف والتشيع ص: ١٢٨، لكامل الشيبي وهو من الشيعة المعاصرين.
(٢) ميزان الاعتدال للذهبي: ١/ ٥ - ٦.
(٣) تاريخ بغداد في ترجمته.
(٤) و (٥) تلبيس إبليس: ٣٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>