للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد صرح المؤرخون الموثوقون بأن الروافض هم السبب في نشر الشركيات في هذه الأمة حيث تأثر بهم المتصوفة ومن طريقهم انتشر في عوام المسلمين.

قال ابن خلدون: "ثم حدث أيضًا عند المتأخرين من الصوفية الكلام في الكشف وفيما وراء الحس، وظهر منهم القول بالحلول والوحدة، فشاركوا فيها الإمامية والرافضة لقولهم بألوهية الأئمة، وحلول الإله فيهم.

وظهر منهم القول بالقطب والأبدال، وكأنه يحاكي مذهب الرافضة في الإمام والنقباء وأشربوا أقوال الشيعة وتوغلوا في الديانة بمذهبهم حتى جعلوا مستند طريقهم في لبس الخرقة أن عليًا ألبسها الحسن البصري … ولا يعلم هذا من وجه صحيح" (١).

وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في رسالته إلى السويدي (٢):

إن أول من أدخل الشرك في هذه الأمة هم الرافضة الملعونة الذين يدعون عليًا وغيره، ويطلبون منهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات (٣).

وقال في كتاب التوحيد: "وبسبب الرافضة حدث الشرك وعبادة القبور، وهم أول من بنى عليها المساجد" (٤).

وقال أحد الشيعة المعاصرين معترفًا بهذه الحقيقة: "والحقيقة أن للغلو والتصوف هدفًا مشتركًا هو أن يكون للإنسان موضع قدم في


(١) مقدمة ابن خلدون: ٣٢٣.
(٢) هو الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله زين الدين البغدادي أبو الخير، فقيه مؤرخ أديب (ت ١٢٠٠ هـ)، المسك الأذفر للألوسي: ١٣١ - ١٣٣، ومعجم المؤلفين: ٥/ ١٤٩.
(٣) مؤلفات الشيخ: الرسائل الشخصية: ٣٦.
(٤) كتاب التوحيد: ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>