للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هاتين الطائفتين تعظمان القبور والمشاهد، قال : "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا" (١).

والنصارى أشد غلوًا في ذلك من اليهود كما في الصحيحين: "أن النبي ذكرت عنده أم حبيبة وأم سلمة كنيسة رأينها بأرض الحبشة وذكرتا من حسنها وتصاوير فيها فقال: "إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدًا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله (٢) ".

وقد أضلوا كثيرًا من جهال المسلمين حتى صاروا يُعَمِّدُون (٣) أولادهم، ويزعمون أن ذلك يوجب طول العمر والولد، وحتى جعلوهم يزورون ما يعظمونه من الكنائس والبيع، حتى صار كثير من جهال المسلمين ينذرون للمواضع التي يعظمها النصارى كما قد صار كثير من جهالهم يزورون كنائس النصارى ويلتمسون البركة من قسيسيهم ورهبانهم (٤) وهذا التعظيم للقبور والمشاهد يؤدي في النهاية إلى عبادتها ودعائها من دون الله تعالى كما هو الواقع.

كما أن المسلمين تأثروا بأصحاب الديانات الأخرى مثل البوذية والهندوسية.

وذلك عن طريق المتصوفة الذين أخذوا مذهبهم عن البوذية والهندوسية وغيرهم من الوثنيين ثم ألبسوه ثوبًا إسلاميًا بالزور والبهتان، وقسموا الدين إلى الحقيقة والشريعة فادعوا أنهم أصحاب الحقيقة وأنهم


(١) تقدم تخريجه ص: ٤٥٦.
(٢) تقدم تخريجه ص: ٤٥٧.
(٣) يعمِّدون: يقال عند النصارى: عَمَّدَ الطفل: غسله بماء المعمودية، فهو مُعَمَّدٌ وهو أن يغمس القس الطفل في ماء يتلو عليه بعض الشيء مما يسمى عندهم آية التنصير. اهـ. انظر المعجم الوسيط: ٢/ ٦٣٢.
(٤) رأس الحسين: ١٦٢ - ١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>