الدنيوية والأهواء النفسية، ومن تلك الأغراض الدنيوية: الاسترزاق والتكسب من أصحاب الأغراض الفاسدة والأهواء الباطلة، فالسدنة حول القبور لهم أثر كبير في تزيين دعاء صاحب القبر بحكاية الكرامات، وخوارق العادات وذلك في الغالب كذب وزور وافتراء.
قال الإمام الشوكاني ﵀:"وربما يقف جماعة من المحتالين على قبر ويجلبون الناس بأكاذيب يحكونها عن ذلك الميت ليستجلبوا منهم النذور ويستدروا منهم الأرزاق ويقتنصوا النحائر ويستخرجوا من عوام الناس ما يعود عليهم وعلى من يعولونه ويجعلون ذلك مكسبًا ومعاشًا وربما يهولون على الزائر لذلك الميت بتهويلات ويجعلون قبره بما يعظم في عين الواصلين إليه ويوقدون في المشهد الشموع، ويوقدون فيه الأطياب ويجعلون لزيارته مواسم مخصوصة يتجمع فيها الجمع الجم فيبهر الزائر ويرى ما يملأ عينه وسمعه من ضجيج الخلق وازدحامهم وتكالبهم على القرب من الميت والتمسح بأحجار قبره وأعواده، والاستغاثة به والالتجاء إليه وسؤاله قضاء الحاجات ونجاح الطلبات مع خضوعهم واستكانتهم وتقريبهم إليه نفائس الأموال ونحرهم أصناف النحائر"(١).
وقد يصل الأمر بالمزورين إلى أن يضعوا أحاديث مكذوبة على النبي ﷺ أو على الصحابة أو على لسان كبار العلماء ترويجًا لقصد المزور للدعاء عنده أو دعائه والاستغاثة به، ومن ذلك ما ذكره ابن القيم ﵀
(١) الدر النضيد: ٢٧ - ٢٨ وانظر ما كتبه الدكتور أحمد صبحي عن النذور التي للبدوي وعجل البدوي وأعمال السدنة في كتابه القيم السيد البدوي من ص: ٢٩٦ إلى ٢٩٩ وما كتبه الشيخ إحسان إلهي ظهير عن قادة البريلويين وتحايلهم على أتباعهم ومنعهم من الاتصال بأصحاب العقيدة الصحيحة - في كتابه البريلوية ص: ١١٣ - ١١٤، ١٤٤، ١٤٦، ١٦١ وما كتبه الشيخ علي محفوظ في الإبداع ص: ٢١٣ وما كتبه علي الدخيل الله في التيجانية ص: ٦٠ عن مشايخ الطرق واستخدام الاستعمار لهم بإعطائهم النفوذ والمال.