للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمراد بالمعرفة المطلوبة من العبد في الحديث هي: "المعرفة الخاصة التي تقتضي ميل القلب إلى الله بالكلية والانقطاع إليه والأنس به والطمأنينة بذكره والحياء منه والهيبة له" (١)، ومن المعرفة أيضاً إخلاص الدعاء له في حالة الرخاء، وكذلك المراد بمعرفة الله لعبده هو المعرفة الخاصة التي تقتضي محبته لعبده وتقريبه إليه وإجابته لدعائه وإنجاءه من الشدائد وهي المشار إليها بقوله فيما يحكي عن ربه: "ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه وفي رواية ولئن دعاني لأجيبنه" (٢).

وفي الجملة فمن عامل الله بالتقوى والطاعة في حال رخائه عامله الله باللطف والإعانة في حال شدته (٣).

ومن الأحاديث الدالة على سرعة إجابة دعاء من يلازم الدعاء في الرخاء ما رواه أبو هريرة مرفوعاً: "من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكُرَب فليكثر الدعاء في الرخاء" (٤).


= والطبراني في الدعاء: ٢/ ٨٠٣ رقم ٤١، ٤٢، والآجري ص: ١٩٨، وابن أبي عاصم في السنة: ١/ ١٣٨ رقم ٣١٦ - ٣١٨ ويراجع في الكلام على الحديث جامع العلوم: ٧٧٤، ١٧٨، وقد صحح الحديث الشيخ الألباني في صحيح الجامع: ٢/ ٤٤ رقم ٢٩٥٨، وفي ظلال الجنة: ١/ ١٣٨ رقم ٣١٦. وانظر بقية الكلام على هذا الحديث وطرقه في ص: ٥٣٣.
(١) جامع العلوم: ١٧٨.
(٢) أخرجه البخاري: ١١/ ٣٤١ رقم ٦٥٠٢.
(٣) جامع العلوم: ١٧٩.
(٤) رواه الترمذي: ٥/ ٤٦٢، والحاكم: ١/ ٥٤٤، وابن عدي: ٥/ ١٩٩٠، والطبراني في الدعاء: ٢/ ٨٠٥، وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي وحسنه الألباني في صحيح الجامع: ٥/ ٣٠٠ رقم ٦١٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>