د -وقد صرح النبي ﷺ أنه دعا لأمته بثلاث فأجاب الله له في اثنتين ومنعه الثالثة.
فعلى هذا نقول: فأي محبة الله تعالى فوق محبة هؤلاء أولي العزم وأي كمال فوقهم؟
فثبت بهذا أن الله ﷾ يفعل ما يشاء يجيب من يشاء متى ما شاء فهو يجيب بعين المطلوب وهذا هو الغالب الكثير تفضلاً منه وإحساناً وكرماً.
وقد لا يجيب بعين المطلوب لحكم وأسرار يعلمها الله تعالى فقد تكون هناك مصلحة للداعي أو لغيره تمنع من إجابة الدعاء، قال تعالى: ﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ﴾.
هذا وقد اعترض الحافظ ابن حجر ﵀ على من قال:"إن جميع دعوات الأنبياء مستجابة، فقال: وما جزمه بأن جميع أدعيتهم مستجابة ففيه غفلة عن الحديث الصحيح: سألت الله ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة"(١).
هذا آخر الأجوبة عما يرد من السؤال عن عدم الاستجابة لكل دعاء، وبهذا ننتهي من الباب الأول وبالله التوفيق وعليه التكلان.
(١) الفتح: ١١/ ٩٧، ولكنه ذكر في موضع آخر ما يفيد أن دعوة المؤمن لا ترد مطلقاً إلا أن الإجابة تتنوع، انظر الفتح: ١١/ ٩٥ - ٩٦، ١٤١.