للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن هنا ندرك لماذا يدعي بعض هؤلاء القطبية أو البدلية إلى آخر تلك الألقاب.

فممن ادعى ذلك ابن الفارض، فقد قال في تائيته:

فبي دارت الأفلاك فاعجب لقطبها الـ … محيط بها والقطب مركز نقطتي (١)

وادعى ابن عربي تفويض العالم إليه (٢).

وقد ذكروا عن إبراهيم الدسوقي أنه سئل عن البدوي فقال: الدنيا مقسومة بيننا وبينه أربعة أقسام، ربع لي، وربع لأحمد الرفاعي، وربع للجيلاني، وربع لحضرة البدوي. وكل منهم يتصرف في ربعه إلا أن البدوي له خصيصة لم يخص بها أحد سواه وهو أن الله تعالى جعل له كرسيًا في مكان بين السماء والأرض يتصرف في أمور العالم العلوي والعالم السفلي (٣).

ومن ذلك ما نقله الشعراني عن البدوي من ادعائه أنه يحمي الوحوش والسمك في البحار بعضهم عن بعض فلهذا فهو غير عاجز عن حماية من يحضر مولده (٤).

كما ادعي له أنه يسلب الإيمان والعلم (٥).

ومن ذلك ما سمعه المقبلي (٦) من بعضهم أنه يقول: "لا يكون الولي وليًا عندنا أهل الحق حتى يكون الكون بأجمعه كحبة خردل في


(١) ديوان ابن الفارض: ٥٢.
(٢) العلم الشامخ: ٥٥٨.
(٣) العلم الشامخ: ٥٧١، والسيد البدوي: ٢٥٨، نقلًا عن كتاب النصيحة العلوية: ق ٣٧/ ب.
(٤) الطبقات الكبرى: ١/ ١٦٢، والسيد البدوي: ٢٥٢، ٢٦١، ٢٨٦.
(٥) الطبقات: ١/ ١٦٢.
(٦) هو صالح بن مهدي بن علي الصنعاني ثم المكي. قال الشوكاني: وهو ممن برع في جميع علوم الكتاب والسنّة وحقق الأصولين والعربية وفاق في جميع ذلك: (ت ١١٠٨ هـ). البدر الطالع: ١/ ٢٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>