للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بوجود الرب المدعو، وعلمه وسمعه وقدرته وإرادته وصفاته وكلامه" (١).

وقال أيضًا: وحصول الإجابة عقيب السؤال على الوجه المطلوب دليل على علم الرب تعالى بالجزئيات وعلى سمعه لسؤال عبيده وعلى قدرته على قضاء حوائجهم وعلى رأفته ورحمته بهم (٢).

وذكر الرازي في معرض شرحه للاستعاذة - وقد تقدم (٣) أنها نوع من الدعاء - أنها لا تتم إلا بعلم العبد بعجزه عن جلب المنافع ودفع المضار وبعلمه أيضًا بأن الله المستعاذ به قادر على إيجاد المنافع ودفع المضار ولا يقدر على ذلك غيره فإذا حصل له هذا العلم بالله وبنفسه يحصل له التواضع والانكسار في القلب كما يحصل له طلب ذلك من الله باللسان.

وذكر الرازي أيضًا أنه يلزمه في الاستعاذة أن يعلم أن الله عالم بجميع المعلومات فإنه لو لم يكن كذلك لجاز أن لا يكون عالمًا به ولا بأحواله فعلى هذا التقدير تكون الاستعاذة به عبثًا، ولا بد أن يعلم أيضًا كونه قادرًا على كل شيء وإلا فربما كان عاجزًا عن تحصيل مراد العبد، ولا بد أن يعلم أنه جواد كريم إذ لو كان البخل عليه جائزًا لما كان في الاستعاذة به فائدة.

وبهذا الاعتقاد يعرف أن في الدعاء اعترافًا بعز الربوبية وذل العبودية.

ثم ذكر الرازي أن من الناس من يقول بعدم الحاجة إلى العلم بهذه اللوازم التي ذكرت ثم ذكر أن هذا ضعيف جدًّا لأن إبراهيم


(١) جلاء الأفهام: ٢٧٠
(٢) مدارج السالكين: ٣/ ٣٥٥
(٣) ص: ٨٣

<<  <  ج: ص:  >  >>