للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي سفيان وبأخي معاوية قال: فقال النبي : "قد سألت الله لآجالٍ مضروبةٍ، وأيام معدودةٍ، وأرزاقٍ مقسومةٍ، لن يعجل شيئًا قبل حله أو يؤخر شيئًا حله، ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار، أو عذاب في القبر، كان خيرًا وأفضل" (١).

واستدل لهم أيضًا بأن النبي لم يقبل طلب الأنصار بالدعاء لهم برفع الحمى، فقال لهم: "أو تصبرون؟ " (٢).

وقد روى هذا المذهب عن الإمام أحمد فقد روي عنه أنه كان يكره أن يدعى له بطول العمر، ويقول: هذا أمر فرغ منه، وقال غيره: "إن الدعاء بطول البقاء محدث" (٣).

وقد ورد عن أحمد الدعاء للمتوكل بطول البقاء (٤) فهذا فيه نوع تناف مع ما روي عنه من كراهية الدعاء له بطول العمر وتعليله ذلك بأنه مفروغ منه.

وأيد هذا المذهب شارح الطحاوية (٥) وذهب إلى أن الدعاء لا تأثير له في زيادة العمر بخلاف صلة الرحم ويمكن أن يعد من هذا المذهب ما ذهب إليه القرافي من عدم الدعاء بالأمر المقطوع فيه كرفع الخطأ والنسيان. وسيأتي (٦) مناقشة القرافي في هذا إن شاء الله تعالى.


(١) أخرجه مسلم: ٤/ ٢٠٥١ رقم ٢٦٦٣، وأحمد في المسند: ١/ ٣٩٠، ٤١٣، ٤٣٣، ٤٤٥.
(٢) سيأتي تخريجه ص: ٣٨٤.
(٣) غذاء الألباب: ١/ ٢٩٦، وشرح الطحاوية: ٩١.
(٤) أخرجه عنه ابنه في كتاب السنة: ١/ ١٤٠ رقم ١٠٨، وذكره الذهبي في السير: ١١/ ٢٨٧.
(٥) انظر شرح الطحاوية: ٩٠.
(٦) سيأتي ص: ٤٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>