للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآدميين تأثيرًا بوجه من الوجوه، لكن صار في أذهانهم متمثلًا بشفاعة ندماء الملوك إليهم" (١).

ويدل على اعتقاد المشركين بتأثير الدعاء أدلة كثيرة، نكتفي منها بمثالين:

المثال الأول: قصة قريش مع رسول الله في رميهم الأذى على ظهر رسول الله وهو يصلي عند الكعبة قال عبد الله بن مسعود : "فلما قضى النبي صلاته رفع صوته، ثم دعا عليهم … ثم قال: "اللهم عليك بقريش ثلاث مرات فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته"، وفي رواية للبخاري: وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة" (٢).

وهذا يدل على أن قريشًا تعتقد أن الدعاء مجاب في البلد الحرام، قال الحافظ ابن حجر : ويمكن أن يكون ذلك مما بقي عندهم من شريعة إبراهيم (٣).

والمثال الثاني: قصة قتل خبيب بن عدي فإنه لما أرادوا قتله، صلى ركعتين ودعا عليهم: اللهم أحصهم عددًا واقتلهم بددًا ولا تبق أحدًا" فلما سمعوا دعاءه هذا ألقى أبو سفيان ابنه معاوية على الأرض، فَرَقًا من دعوة خبيب وكانوا يقولون إن الرجل إذا دعي عليه، فاضطجع لجنبه زالت عنه (٤).


(١) حجة الله البالغة: ١/ ١٢٥.
(٢) أخرجه البخاري مع القصة: ١/ ٣٤٩ رقم ٢٢٠، ومسلم: ٢/ ١٤١٨ رقم ١٧٩٤.
(٣) فتح الباري: ١/ ٣٥١.
(٤) أصل القصة في الصحيح انظر البخاري: ٧/ ٣٧٩، وأما إلقاء أبي سفيان معاوية فأخرجه ابن إسحاق في سيرته انظر سيرة ابن هشام: ٣/ ١٧٣، والفتح: ٧/ ٣٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>