ولهذا أبدى الله في كتابه العزيز التحذير منه وأعاد، ونَوَّعَ الأساليب كما نوع الأدلة والبراهين على قبح ذلك في الفطر والعقول السليمة.
وهذا موجز لبعض تلك الآيات الواردة في التحذير من دعاء غير الله تعالى ونوردها حسب الموضوعات التي تتحدث عنها والأساليب التي وردت بها، وإليك تلك الآيات الكريمة:
١ - آيات نَهَى اللهُ فيها عن دعاء غيره مخاطبًا فيها نبيه وصفيه محمدًا ﷺ وهذا أبلغ ما يكون من النهي لأنه إذا كان الرسول ﷺ يحذره الله من دعاء غيره مع أنه المعصوم فمن باب أولى أن يخاف منه باقي الأمة، ويحذروا من الوقوع فيه وفي هذا رد صريح لمن يزعم أن الشرك لا يقع في هذه الأمة المرحومة.
ومن أمثلة تلك الآيات قوله تعالى:
﴿وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [يونس: ١٠٦]، ففي هذه الآية تحذير - من أشد ما يكون من التحذير - من دعاء غير الله تعالى وأن فاعله ظالم أي مشرك فإن الظلم هو الشرك، قال تعالى: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان: ١٣].
ففي هاتين الآيتين أن من دعا غير الله مع الله فقد جعله إلها أي معبودًا، فكيف بمن أفرد الدعاء لغير الله تعالى، وأخلص الدعاء له واعتقد أن الأولياء أسرع (١) في الإجابة من الله تعالى؟ تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا.
ففي هذه الآيات وجه خطاب التحذير إلى المصطفى ﷺ للدلالة على خطر دعاء غير الله تعالى.
٢ - آيات وجَّه اللهُ فيها النهي عن دعاء غير الله تعالى إلى جميع