للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا استعذت فاستعذ بالله" (١).

جـ ـ وقال سوار بن عبد الله القاضي البصري (ت ٢٤٥ هـ): "دخلت على رجل أعوذه من وجع به فقال: القرآن ليس بمخلوق، وذلك أنه كل من عوذني قال: أعيذك بالله، أعيذك بالقرآن فعلمت أن القرآن ليس بمخلوق (٢).

د - وقد عقد البخاري في كتابه خلق الأفعال بابًا بعنوان باب ما كان النبي يستعيذ بكلمات الله لا بكلام غيره وأورد كلام نعيم بن حماد ثم قال: وفي هذا دليل أن كلام الله غير مخلوق وأن سواه خلق ثم أورد أحاديث كثيرة في الاستعاذة بكلمات الله (٣).

٥ - وقال الخلال أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون وارث علم الإمام أحمد (ت ٣١١ هـ)، تعليقًا على هذه الأحاديث: "ولا يجوز أن يقال: أعيذك بالسماء أو بالجبال أو بالأنبياء أو بالملائكة أو بالعرش أو بالأرض مما خلق الله لا يتعوذ إلا بالله أو بكلماته" (٤).

٦ - وقال إمام الأئمة ابن خزيمة (ت ٣١١ هـ): "أفليس العلم محيطًا - يا ذوي الحجا - أنه غير جائز أن يأمر النبي بالتعوذ بخلق الله عالمًا من شر خلقه؟ هل سمعتم يجيز أن يقول الداعي: أعوذ بالكعبة من شر خلق الله أو يجيز أن يقول: أعوذ بالصفا والمروة، أو أعوذ بعرفات ومنى من شر ما خلق؟.

هذا لا يقوله ولا يجيز القول به مسلم يعرف دين الله، محال أن يستعيذ مسلم بخلق الله من شر خلق الله" (٥).

فهذا الكلام من هذا الإمام نص صريح في موضوع بحثنا ومناقشتنا مع القبوريين من ذوي أدعياء العلم المجيزين لمثل هذه الصيغ التي ينكر


(١) فتح الباري: ١٣/ ٣٨١
(٢) السنة لعبد الله: ١/ رقم ١٧٢.
(٣) خلق الأفعال: ١٤٣ - ١٤٨.
(٤) السنة للخلال: ق ١٧٥/أ.
(٥) كتاب التوحيد: ١/ ٤٠١ - ٤٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>