للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجعلها راتبة مكررة، ففي هذه الحالة لا يجوز الابتداع فيها.

قال شيخ الإسلام : "الأذكار والدعوات من أفضل العبادات، والعبادات مبناها على الاتباع وليس لأحد أن يسنَّ منها غير المسنون، ويجعله عادة راتبة يواظب الناس عليها بل هذا ابتداع دين لم يأذن به الله بخلاف ما يدعو به المرء أحيانًا من غير أن يجعله سنة" (١).

الأحاديث الواردة في ذلك:

١ - ما ورد في حديث البراء بن عازب ، قال: قال النبي : "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: "اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به" قال: فردّدتها على النبي ، فلما بلغت: "اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت" قلت: ورسولك، قال: "لا، ونبيك الذي أرسلت" (٢).

فقد منع النبي استبدال كلمة بأخرى مع صحة المعنى واستقامة التركيب والأسلوب، فكيف يكون الأمر في اختراع أوراد وأحزاب طويلة على عدد الأيام والشهور؟ لا شك أن هذا أولى بالمنع.

قال الحافظ ابن حجر: "وأولى ما قيل في الحكمة في رده على من قال: الرسول بدل النبي، أن ألفاظ الأذكار توقيفية، ولها خصائص وأسرار لا يدخلها القياس فتجب المحافظة على اللفظ الذي وردت به … فيقتصر فيه على اللفظ الوارد بحروفه، وقد يتعلق الجزاء بتلك الحروف، ولعله أوحى إليه بهذه الكلمات فتعين أداؤها بحروفها" (٣).


(١) ملحق المصنفات: ٤٦ وهو ملخص من كتب ابن تيمية.
(٢) أخرجه البخاري: ١/ ٣٥٧ رقم ٢٤٧ و ١١/ ١٠٩، ومسلم: ٤/ ٢٠٨١ رقم ٢٧١٠.
(٣) الفتح: ١١/ ١١٢ وانظر نحوه في: ١/ ٣٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>