للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسألك بنبيك محمد أو أتوجه إليك به … (١).

النوع الثاني: أن يطلب المتوسل من المتوسل به أن يشفع إلى الله في حوائجه بأن يدعو الله له في قضائها (٢).

النوع الثالث: أن يطلب نفس الحوائج منه وهو يريد منه وهو يريد أن يتسبب في قضائها من الله بشفاعته فيها عند الله سبحانه (٣).

فقد صرح العزامي في هذا الكلام بأن التوسل بالذوات يطلق ويراد منه ثلاثة أنواع:

١ - السؤال بهم.

٢ - التشفع بهم والمراد به الشفاعة الشركية التي تقدمت.

٣ - طلب الحوائج منهم أنفسهم.

فهو قد أدخل الشفاعة أيضاً في معنى التوسل كما أطلقها أيضاً على الاستغاثة ونداء الميت لطلب الحوائج منه، فهو بهذا يجيز بل يستحسن طلب قضاء الحوائج من الموتى وهو يصرح بهذا، والشرط الوحيد الذي يشترطه هو عدم اعتقاد الربوبية فإنه قال: "ولا يفسد التوسل بالأنبياء والصالحين إلَّا أن يجعلهم أرباباً من دون الله ويتخذ هذا الجعل وسيلة إليهم أن يشفعوا له، فهذا لا ينفعه شيء من التوسل ولا غيره" (٤).

وسيأتي (٥) مناقشة ما يتعلق بمسألة قولهم: إن عدم اعتقاد الربوبية كاف في عدم الشرك.


(١) فرقان القرآن بين صفات الخالق وصفات الأكوان: ١١٧.
(٢) المرجع نفسه: ١٢١ - ١٢٢.
(٣) المرجع نفسه: ١٢٢. وقد ذكر السمهودي أيضاً أن التوسل "يطلق على الطلب من النبي لكونه سبباً وشافعاً". اهـ. وفاء الوفاء: ٤/ ١٣٧٤.
(٤) فرقان القرآن ص: ١٢٧ - ١٢٨.
(٥) سيأتي ص: ٨٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>