للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فرفع رسول الله يديه فقال: اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئاً … (١).

وأما حديث عائشة فهو قولها:

"شكا الناس إلى رسول الله قحوط المطر، فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوماً يخرجون فيه قالت: فخرج رسول الله حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر وحمد الله ثم قال: "إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم، وقد أمركم الله أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم … " (٢).

فقد صرح في الحديث أنهم شكوا إليه تأخر المطر وهذه الشكوى لأجل أن يدعو النبي .

فالصحابة لم يكونوا يتوسلون بذكر اسمه فقط بدون أن يدعو لهم النبي وبدون أن يعلمه وبدون أن يحضروا عنده.

وأما توسل الكفار واستشفاعهم بالنبي فقد أخرجه البخاري تحت باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط من طريق مسروق قال: أتيت ابن مسعود فقال:

"إن قريشاً أبطؤوا عن الإسلام فدعا عليهم النبي فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها، وأكلوا الميتة والعظام، فجاءه أبو سفيان فقال: يا محمد جئت تأمر بصلة الأرحام، وإن قومك هلكوا فادع الله … فدعا


(١) أخرجه البخاري: ٢/ ٤١٢ رقم ٩٣٢، ومواضع أخر ومسلم: ٢/ ٦١٢ رقم ٨٩٧.
(٢) أخرجه أبو داود: ١/ ٦٩٢ رقم ١١٧٣، وابن حبان [موارد] ص: ١٦٠ رقم ٦٠٤، والحاكم: ١/ ٣٢٨، والطحاوي: ١/ ١٩٢، والطبراني في الدعاء: ٣/ ١٧٦٩ - ١٧٧٣ رقم ٢١٧٠ - ٢١٧٤ ورقم ٢١٨٥، وقد قال فيه أبو داود: حديث غريب إسناده جيد، وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي وقد حسنه الألباني في الإرواء: ٣/ ١٣٥ رقم ٦٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>