للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لها حارس لا يبرح الدهر بيتها … وإن ذبحت صلى عليها وزمزما (١)

يعني بذلك دعا لها. وقال الأعشى أيضًا:

تقول بنتي وقد قَرُبْتُ مُرْتَحِلًا … يا رب جَنّب أبي الأوصَابَ والوَجَعَا

عليك مثلُ الذي صليتِ فاغْتَمِضِي … نومًا فإِنَّ لجنبِ المرءِ مضطجَعَا (٢)

يقول: عليكِ من الدعاء مثل الذي دعيته لي.

وقال أيضًا:

وَقَابَلَهَا الرِّيحُ في دَنّها … وصلى على دَنّها وارتسم (٣)

أي دعا لها: ألا تَحْمَضَ ولا تَفْسُد (٤). وجاءت تسمية الصلاة الشرعية مأخوذة من هذا الأصل اللغوي، قال ابن جرير الطبري : "وأرى أن الصلاة المفروضة سميت صلاة، لأن المصلي متعرض لاستنجاح طلبته من ثواب الله بعمله مع ما يسأل ربه فيها من حاجاته - تعرضَ الداعي بدعائه ربه - استنجاح حاجاته وسؤله" (٥). وقال شيخ الإسلام :

"إن الصلاة الشرعية هي دعاء كلها فإن الدعاء هو قصد المدعو تارة لذاته وتارة لمسألته أمرًا منه وهذا كالشخص يدعو غيره ويطلبه ويقصده


(١) ديوان الأعشى ص: ١٨٦، زمزم المغني: ترنم، الرواية في الديوان ما برح.
(٢): ديوان الأعشى: ١٠٥ - ١٠٦.
وبعد البيت الأول قوله:
واستشفَعَتْ من سَرَاةِ الحي ذَا شَرَفٍ … فقد عصاها أبوها والذي شفعا
مهلًا بني فإن المرء يبعثه … هَمٌّ إذا خالط الهيزوم والضلعا
عليك مثل الذي … إلخ.
(٣) ديوان الأعشى ص: ١٩٦، ارتسم الرجل: كبر ودعا، والارتسام: التكبير والتعوذ. اهـ. اللسان: ٣/ ١٦٤٦ مادة رسم.
(٤) تهذيب اللغة: ١٢/ ٢٣٧.
(٥) جامع البيان: ١/ ١٠٤، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير: ١/ ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>