للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الإجابة (١) عن هذا التفرد بأنه من زيادة الثقة وهي مقبولة فسيأتي أن هذا ليس مطردًا (٢).

ب - ومما يقوي شذوذ هذه الزيادة أن الرواة عن حماد بن سلمة لم يتفقوا على ذكرها فقد روى عنه ثلاثة: مسلم بن إبراهيم، ومؤمل بن إسماعيل، وحبان بن هلال، فرواية مسلم عند ابن أبي خيثمة ورواية مؤمل عند أحمد ورواية حبان عند النسائي، ولم تذكر هذه الزيادة إلا في رواية مسلم بن إبراهيم فهي أيضًا شاذة عن حماد بن سلمة.

جـ - ويحتمل أن هذه الزيادة رويت بالمعنى فحصل فيها تغيير، قال شيخ الإسلام: "واختلاف الألفاظ يدل على أن مثل هذه الرواية قد تكون بالمعنى" (٣).

د - ويحتمل أيضًا أن هذه الزيادة قد تكون مدرجة من كلام عثمان بن حنيف لا من كلام النبي ، ويدل على ذلك لفظ هذه الزيادة إذ وردت بلفظ: "وإن كانت حاجة فعل ذلك" والمفترض أنها إذا كانت من كلام النبي أن تكون بلفظ الخطاب: "وإن كانت لك حاجة فعلت مثل ذلك" (٤).

وقد اتضح مما سبق - ولله الحمد - أن حديث الأعمى - على فرض ثبوته - لا يدل على التوسل بالذوات وإنما يدل على التوسل بدعاء الحي الحاضر.

وقد تقدم (٥) ذكر استدلالهم بحديث الشفاعة الكبرى وبحديث هاجر: "أغث إن كان عندك غواث"، وبينا عدم دلالتهما على مرادهم بما لا يدع مجالًا للشك.


(١) الرد المحكم: ١٥٥.
(٢) يأتي ص: ٧٦٥.
(٣) قاعدة في التوسل: ٩٩.
(٤) المرجع السابق في المكان نفسه.
(٥) ص: ٧١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>