للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضعيف لوجود هذه العلل من جهالة الرجل الأنصاري، وكونه مقطوعًا أي من كلام التابعي لم يرفعه، حتى تقول: إنه مرسل يحتج به عند بعضهم، ثم هو معارض بالأدلة القطعية مثل ما سبق في حديث الحوض حيث صرح هنا بأنه يعرفهم بأسمائهم وأعمالهم مع أنه يقال له: لا تدري ما أحدثوا بعدك. وعبارة ابن كثير المتقدمة أدق من قول الحافظ ابن حجر في أثر سعيد بن المسيب إنه مرسل (١).

فقد تعلق الغماري بعبارة الحافظ بأنه مرسل، والصحيح ما قاله ابن كثير من أنه ليس مرسلًا لأنه لم يرفعه فلا ينفع القول بأن مراسيل ابن المسيب قوية.

ثم هذا الأثر في هذه الآية معارض بثلاثة أحاديث مرفوعة وردت في تفسير الآية وهي:

١ - حديث ابن فضالة، فقد أخرج الطبراني وابن أبي حاتم وغيرهما من طريق يونس بن محمد بن فضالة الظفري عن أبيه "أن النبي أتاهم في بني ظفر ومعه ابن مسعود وناس من أصحابه فأمر قارئًا فقرأ، فأتى على هذه الآية ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (٤١)﴾ فبكى حتى ضرب لحياه ووجنتاه، فقال: يا رب هذا على من أنا بين ظهرانيه فكيف بمن لم أره؟ " (٢).

٢ - حديث عبد الرحمن بن لبيبة عن أبيه قال: "كان إذا قرأ هذه الآية ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا … ﴾ بكى رسول الله : وقال: "يا رب هذا شهدت على من أنا بين ظهرانيه فكيف بمن لم أره؟ " (٣).

٣ - حديث ابن مسعود الذي تقدم (٤).


(١) الفتح: ٩/ ٩٩.
(٢) مجمع الزوائد: ٧/ ٤، وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(٣) مجمع الزوائد: ٧/ ٤، وقال: رواه الطبراني، وعبد الرحمن بن لبيبة لم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
(٤) تقدم ص: ٧٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>