للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

د - ثم إن مثل (١) هذه الحكايات موجود عند اليهود والنصارى والمشركين بكثرة، فهل يمكن أن نقبل منهم هذا في صحة مذهبهم؟ فكذلك فيما نحن بصدده لا يمكن أن نقبل الاحتجاج بمثل هذا.

هـ - ثم إن هذه الحكايات -لو صحت من هؤلاء- تكون معارضة للقطعيات من الكتاب والسنة فتكون مردودة.

و- إن العلماء (٢) رحمهم الله تعالى بينوا حكم مثل هذه الحكايات والمنامات وأنَّه لا يجوز إثبات حكم شرعي بالمنامات، حتى في رؤية النبي الذي لا يتمثل به الشيطان كما ورد في الحديث (٣). وعللوا ذلك بأن حالة النوم ليست حالة ضبط وتحقيق لما يسمعه الرائي.

والحاصل أن شرع الله تعالى كامل وواضح وهو الكتاب والسنة وإجماع الأمة على ضوئهما، وأما الحكايات والمنامات وكذا القياس في العبادات فخارجة عن شرع الله تعالى ودينه.

ز - إن أغلب تلك الحكايات تدور على أن الله قد استجاب لفلان عندما استغاث بالولي أو عندما دعا عند قبره إلى مثل هذه الحكايات.

فهي تدور على الاستدلال بوقائع أجاب الله فيها الدعاء مع مخالفتها للشرع، وهذا لا يستقيم الاحتجاج به الأمور:

١ - إننا قد ذكرنا فيما تقدم (٤) أن إجابة الدعاء من مقتضى ربوبية الله تعالى، فلهذا إن الله قد يجيب الدعاء غير المشروع


(١) انظر هذا الوجه في اقتضاء الصراط: ٣٤٤، ومنهاج السنة: ١/ ٤٨٣، والجواب الباهر: ٦٢، وقاعدة في التوسل: ١٥٧.
(٢) انظر شرح النووي لمسلم: ١/ ١١٥، وفتح الباري: ١٢/ ٣٧٤ - ٣٧٥ و ٣٨٩.
(٣) أخرجه البخاري: ١٢/ ٣٨٣ من حديث أبي هريرة وأنس وأبي قتادة وأبي سعيد من رقم ٦٩٩٣، إلى ٦٩٩٧، ومسلم من حديث أبي هريرة وأبي قتادة وجابر: ٤/ ١٧٧٥ رقم ٢٢٦٦ - ٢٢٦٨.
(٤) تقدم ص: ٢٣٣، ٢٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>