للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحمد قد أحسن الثناء عليه، قال: إنه لم يعرفه ولو عرفه كما عرفناه ما أثنى عليه أصلًا (١).

والسبب في هذا أن الذين كذبوه هم أهل بلده من الخراسانيين الذين خبروا حاله عن كثب، ولعله عندما اجتمع بأحمد وابن معين ببغداد اختار لهم أحاديثه الصحيحة، ويدل لذلك قول ابن معين عندما سأل أبا حاتم الرازي: أي شيء تنقمون عليه؟ فأخبره السبب، فذكر ابن معين أنه عندما قدم أخذوا منه كتاب يعقوب القمي ففرقوا الأوراق وسمعوه (٢)، فهذا يدل على الرجوع عن توثيقه، وهناك رواية تدل على رجوع أحمد عن توثيقه ذكرها ابن حبان من طريق صالح بن أحمد أبيه (٣).

وبهذا نصل إلى أن جرحه مقدم على توثيقه للأمور التالية:

١ - إنه جرح مفسر.

٢ - إن الذين جرحوه، بعضهم من أهل بلده وهم أخبر بحاله.

٣ - ثم هناك ما يدل على أن الذين وثقوه رجعوا عن توثيقه عندما أخبروا بحاله الحقيقي.

وبهذا يسقط اتهام الكوثري لابن عبد الهادي بإهمال كلام من أثنى عليه، وأنه يذكر الجرح ويغفل التعديل في الأدلة التي تساق ضد شذوذ شيخه (٤)، يعني ابن تيمية، هكذا زعم الكوثري، ولكن هذه التهمة ساقطة لأن ابن عبد الهادي من النقاد الكبار، يعرف أن ثناء من أثنى عليه لا قيمة له مع ثبوت الجرح المفسر فيتركه.


(١) أحوال الرجال: رقم ٣٨٢، والجرح والتعديل: ٧/ ٢٣٢، والكامل: ٦/ ٢٢٧٧، والمجروحين لابن حبان: ٢/ ٣٠٣ - ٣٠٤، وتاريخ بغداد: ٢/ ٢٥٩ - ٢٦٤، والميزان: ٣/ ٥٣٠، والتهذيب: ٩/ ١٢٧ - ١٣١، والسير: ١١/ ٥٠٣.
(٢) الجرح والتعديل: ٧/ ٢٣٢.
(٣) المجروحين: ٢/ ٣٠٤.
(٤) المقالات ص: ٣٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>