للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمم ولا سيما في الجزيرة العربية المطهرة. واحتجوا على هذا بأحاديث:

١ - حديث جابر بن عبد الله قال: سمعت النبي يقول: "إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم" (١).

٢ - وحديث: "اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد" (٢) فدعاء النبي مجاب فيقتضي ذلك أن قبره لن يعبد.

٣ - وحديث عقبة بن عامر مرفوعاً: "وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها" (٣).

الجواب عن الحديث الأول بأوجه:

١ - إن معنى الحديث: "إنه يئس أن يجتمعوا كلهم على الكفر" (٤) وأن يرتدوا عن الإسلام عن بكرة أبيهم لأن الله تعالى قد وعد باستخلاف المسلمين في الأرض وتمكينه لهم فيها، وأول ما تنطبق عليه تلك الأرض الموعود أهلها بالتمكين فيها جزيرة العرب. قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ [النور: ٥٥].

وقد أجاب الله تعالى دعوة النبي بأن لا يسلط على أمته عدوًا يستبيح بيضتهم (٥).


(١) أخرجه مسلم: ٤/ ٢١٦٦ رقم ٢٨١٢، وأحمد في المسند: ٣/ ٣١٣، ٣٥٤، وانظر تخريجه مطولاً في حاشية دحض شبهات ص: ٢٥ - ٢٦، والسلسلة الصحيحة: رقم ١٦٠٨.
(٢) أخرجه أحمد ٢/ ٢٤٦، والحميدي: ٢/ ٤٤٥ رقم ١٠٢٥، والجندي في فضائل المدينة ص: ٣٩ رقم ٥١ من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً به، وأخرجه مالك في الموطأ ١/ ١٧٢ رقم ٨٥ مرسلاً: ٨٥ عن عطاء بن يسار. والحديث له طرق وهو صحيح انظر النهج السديد: ١١٥.
(٣) أخرجه البخاري: ٣/ ٢٠٩ رقم ١٣٤٤، ومسلم: ٤/ ١٧٩٥ رقم ٢٢٩٦.
(٤) دحض شبهات: ٣٤.
(٥) مسلم: ٤/ ٢٢١٥ رقم ٢٨٨٩ من حديث ثوبان.

<<  <  ج: ص:  >  >>